نزع القداسة عن تأله الحكام
الأمين البوعزيزي
التقيت مؤخرا الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي؛ عبرت له عن إعجابي بموقفه من خصمه السياسي اللدود الباجي قايد السبسي أثناء مرضه وبعثه باقات الورد والتمنيات له بالشفاء؛ وكم تمنيت لو بنى على ذلك طاقم السبسي في الرئاسة ونظموا له زيارة لعيادته… سيكون الأمر جملة رسائل مكثفة وبليغة للداخل المنشطر والخارج الإقليمي المتآمر…
علق المرزوقي على كلامي قائلا:
ساعة بلغني نبأ وفاة الرئيس الحبيب بورقيبة؛ أخبرت مخاطبي أني سأذهب لتقديم واجب العزاء… يواصل حديثه:
وجدت جدارا أمنيا من بوليس التعليمات النوفمبرية في ظاهره حماية لموكب العزاء وفي حقيقته عزل وتقزيم وخوف من شبح بورقيبة… يقول: دفعت بيدي من حاولوا إثنائي عن الدخول وتقدمت نحو الباب… يواصل حديثه: ساعة دخلت أحسست باستغراب وعدم ارتياح الجالسين في غرفة العزاء أمثال ح. القروي.. يقول: وفي لحظة وجدت محمد الصياح واقفا أمامي؛ صافحني بحرارة وأدخلني إلى حجرة مقابلة للجالسين؛ وكم فوجئت بصغر حجم الجثمان المسجى؛ كأنه طفل صغير… جلست قبالته لتلاوة فاتحة الكتاب والدعاء له بالرحمة؛ مردفا كلامه بعبارات محقرة لبنعلي الذي أذله بلا رحمة…
تصريح المرزوقي عن عزمه حضور موكب الجنازة وحمل جثمان الرئيس الراحل إلى مرقده الأخير؛ رسالة ديسمبرية أخرى على درب القطع مع تقاليد الحاكم العربي لا يحكم إلا ومنافسه مسحولا تحت بوطه العسكري.
• طبعا لن يُنتبه إلى رسائل التدوينة. فقط ستستثير التدوينة غرائز النهش والشيطنة. فالمرزوقي هو العدو الرئيس للوظيفيين البافلوفيين!!!
• بِناء الديموقراطية معركة طويلة وشاقة وأعداؤها الأشرس هم أدعياؤها الحميميون…
• الديموقراطية لا تقدم خبزا ولا تدّعي وطنجية؛ لكنها تضمن جدلا إجتماعيا وإمكانية واسعة لتنظيم حامل إجتماعي عريض لفرض الخبز والكرامة… أما خطاب الخبز والوطنجية فقد شيد أعتى دكتاتوريات تأميم شروط ديمومة الخبز والكرامة…
#سبعطاششقيقةإبراهيم_الخليل.
————- يا نار الاستبداد وتوحش الأعراب كوني بردا وسلاما على سبعطاش الشعوب.
مساء أربعطاش منذ ثماني سنوات من زمن ديسمبر الهادر؛ بمجرد فراغ في قصر قرطاج؛ ارتبك القطيع السلطوي ودكت الحُمُر المستنفرة رؤوسها في التراب بعدما أغلقوا هواتفهم.؛ ولبس التجمعيون السفساري…
فقط ضابط من حرس الرئاسة كانت له شجاعة الوطنيين؛ الذي جر بعض القطيع المستنفر محملا إياهم المسؤولية؛ رافضا تهافت بعضهم… (طبعا هذه سردية أحادية وحده التاريخ كفيل بتدقيقها… وطبعا تصرف الضابط الوطني سيك سالم لم يكن مهمة ثورية من رحم سبعطاش؛ لكنه كان وفاء وطنيا للقَسَم).
قبل ذلك اليوم بربع قرن؛ ذات فجر سبعة نوفمبر جبان؛ أُذِلّ بورقيبة وشعب تونس واستُحمِرت نخب السياسة الحواضرية؛ وغيّر قطيع حزب “الدستور” هتاف “يحيا بورقيبة” بـ “يحيا بنعلي” في ثوان معدودة دون أدنى حرج أخلاقي!!!
مغزى حديثنا؛ أن وحده سبعطاش من له فضل إعادة #هندسةنظامتوزيعالسلطات لـ #تقليممخالبقرطاج. لذلك كان قصر باردو جاهزا للتصرف بديلا عن أنفاق أوهام التوريث وثغاء عبيد تحريض الدبابات الذين لم يتوبوا عن مراودة مؤسسات الاستبداد على أنفسهم…
ليس في الأمر فضائل أساطير الاستثناء الطونسي التي يتغنى بها الفاشيون… إنها ثمرات سبعطاش المواطني الذي نزع القداسة عن #تألهالحكام ونزع القداسة عن #وجديغنيم وأضرابه المقززين…
#سبعطاشملحمة_مواطنة.
✍الأمين.