سياسة الوظيفة 

شوقي الشايب

يمطرني الشارع كل يوم باوراق البرامج الانتخابية، صور المرشحين الانيقة ولمسات الفوتوشوب الرقيقة، يتخللها برامج قصيرة، حكيمة، منمقة ورائعة. كلما جذبتني روعة مرشح حتى انتزعها الآخر.
نصوص فلسفة افلاطون جميعها تؤثث المشهد الانتخابي التونسي “في أوراقه”.
جذاذات العمل الحزبي والسياسي ترتقي إلى أن تكون يوتوبيا الحق، وارض الميعاد وجنة العباد.
أما الشارع فهو خراب اجرد ووجوه العباد لديها تجهم البائس المسكين، لا احد يصدق هؤلاء الفضائيين القادمين من جنة الفردوس الى جحيم الارض ودار الموت.
وبين التشاؤم والتفاؤل يظهر خيط الكذب، ذلك النوع من الكذب الصحي المسكر، مثل خبزة بمائة فرنك، وبطاقات العلاج المجاني، بين الخير والبركة والاحساس بالفقير واعانات بكوات المقرونة والطهورات والعروسات.
انها احلى ايام تونس “ايام الانتخابات”، اوراق بو عشرين على قارعة الطريق، كومبليات في قهاوي شعبية، واصحان الكفتاجي المزيتة في كل مكان، الفايسبوك يعج بالانشاء وامهات قصائد المدح والفخر واغراض الشعر جمعاء.
ثقافة ورقي، انها ابهى سويعات الزوالي الفقير.
أما الحقيقة فإن أغلب المرشحين ليسوا إلا موظفين، ذلك النوع الذي يرى المنصب “شهرية، نفوذ، علاقات… وكل شى اخر غير السياسة.
وفي ذلك اذكر يوما لقاء تلفزيوني مع الفنان عمر الشريف في إحدى القنوات التلفزيونية المصرية حينما قال إنه جاءه تلفون من رئيس الدولة السادات يحمله رسالة الى بيجين قصد إعادة العلاقات المصرية الاسرائيلية.
ولساءل أن يسأل لما اختار السادات عمر الشريف بالذات ؟؟؟
بحثت جيدا في سيرة الرجل فوجدت أن السادات قد اختار الرجل المناسب فعلا، فلا غير الشريف كان انسب لمثل ذلك الحدث.
هنا يكمن الفرق بين موظفي السياسة وبين السياسي، على علات السادات ورغم النقد وتنسيب شخصيته في ميزان التاريخ.

Exit mobile version