محمد الحاج سالم
قد تخرجنا من حكم العائلات، لكن قد تدخلنا حكم… المافيات !
تجربة الخليقة أبو خليل والمركانتيّة القادمة من وراء البحار لتعلّمنا على عجلٍ كيف نعيش وبنت القديمة البائدة سليلة البورقيبيّة في آخر مراحل سقوطها وانقلابها على شعبها، مصيرها الفشل الذريع، ذلك أنّ المافيات عادة قد تدخل النقابات وتنجح وهذا ما نراه كلّ يوم عيانًا، لكنّها لا تدخل الأحزاب، إذ اقتضت حكمة السياسة ولعبة المال أن تتحكّم فيها فحسب، فإن فعلت ففي ذلك خسرانها المبين !
وتجربة “أنت تنادي لي وأنا ننهض بيك، لكن لا نحبّك لا نصبر عليك” ستكون في أقصى الحالات نوعًا من المسرح التجريبي الفكاهي يغادره الجمهور قبل بداية الفصل الثاني من مسرحيّة “بوس خوك” !
وبين يمينيّة متهافتة ويسراويّة متماوتة ومافيات تعتاش على فائض إنتاجنا من البلادة الذهنية والسياسيّة قبل الاقتصاديّة، وتنظيمات بيروقراطيّة تجمع أيتام دولة وطنيّة آفلة فتتّحد وترعى حمارنا الوطني لتسرقنا وتُرعبنا وتدّعي حمايتنا، نظلّ نحنُ نحنُ: شعبٌ مؤمنٌ بقدر الله وقضاء أشباه الموتى فيه، وهو إيمان لا يمنع أن نُلدع قريبًا من ذات الجُحْر مرّتين !