عبد الرزاق الحاج مسعود
يبدو أن اتفاقا حصل بين مستشاري الرئيس/ ذراع كمال اللطيف في الحكم، وعائلة الرئيس بقيادة حافظ الأبله المغامر، و”العائلة” حسب التقليد الايطالي بزعامة نبيل القروي..
اتفاق يقضي بالحجر على الرئيس وخوض الانتخابات القريبة في ظلّ فوضى دستورية (قانون انتخابي ثنائي إذ سيتمسك المذكورون أعلاه بالقانون القديم وسيطالب آخرون بإنفاذ الجديد لعدم دستورية امتناع الرئيس المصادرة إرادته عن ختمه أو رده أو عرضه، وهو ما يضع هيئة الانتخابات في مأزق إجرائي حقيقي) بما يفتح باب الطعن في نتائج الانتخابات القادمة وافتتاح عصر الفوضى.
بقي أمر أرجحه، أن هذا الاتفاق قد يلتحق به طرفان إن لم يكن قد حصل هذا الأمر بعد: هما الشاهد الذي قد يكتفي بنصيب صغير من الحكم بعد أن تضخمت أطماعه بسبب انهيار النداء كليا في مرحلة ما.. قبل أن يعود الآن بنفخة فيها بصمة “العائلات” من القروي واللطيف. سيضطرّ الشاهد إلى تقليص طموحه الجامح أو أن يسلك سلوك خصومه المغامرين ويقتحم عليهم خطتهم كما فعل عندما استصدر التعديلات الأخيرة بشجاعة وذكاء كادت تلحقه بعالم السياسة. الحوار بين الطرفين قائم ومكشوف منذ أن أعاد الشاهد باتيندة النداء لحافظ في صفقة.. تتعثّر لكنها قائمة.
الطرف الثاني هو النهضة: بعد أن وضعت كل بيضها في سلة الشاهد وثبتته رئيس حكومة ولاعبا مستقبليا مندفعا رغم أنف الرئيس الضعيف وأنف ابنه، واضح أن رئيس حركة النهضة (الذي أصبح حالة سياسية فريدة …) كأنه تعهّد (لـ…؟) بتقليص حجم حركته ليناسب التوزيع الجديد للحكم يكتفي بمقتضاه في شخصه بموقع في البرلمان.
موقع يستظل به خمس سنوات كافية لتحضير انسحاب آمن لنفسه ولما بقي من حركته بعد الزلزال الأخير.
طبعا والأيام القادمة أعلم.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.