تدوينات تونسية

النهضة والإعلام الغريزي البهيم

نور الدين الغيلوفي

حزب حركة النهضة ليس بدعا، ولا استثنائية له، يجري عليه الذي يجري على غيره من التشكيلات السياسيّة في البلاد… تكثر في الأحزاب الأزماتُ بحسب ما فيها من قيادات متنافسة متصارعة متناقضة المصالح…
الأزمات قد تكون عنوانا يعبّر عن خروج الحزب من جبّة الزعيم الفذّ الذي لا نظير له ليدبّر أمره احتكاما إلى مؤسّسات فاعلة لا صوريّة… النهضويون، الآن، يتدرّبون على الاختلاف بدون أسقف.. الأسقف القديمة كانت واهية جعلت من الحركة مرجلا يمور.. قد ينفجر المرجل وقد لا ينفجر.. الأمر متروك إلى الأيّام والتفاهمات والتسويات…
ولكن النهضويين محظوظون بما يتوفّر لديهم من عوامل خارجية معادية لهم.. ستظل العوامل الخارجية مساعدا للنهضة تحافظ به على لحمتها.. أقول لحمتها ولا أقول وحدتها… قد تضعف اللحمة داخل الحركة وبفضل العوامل الخارجية تعود ويعود المرجل إلى الموران وتستمرّ الحكاية كأنّ شيئا لم يكن وقد كان كلُّ شيء…
وليس مثل هذا الإعلام الأحمق عاملا مساعدا للنهضويين على تجاوزهم أزمتهم الخانقة الراهنة والخروج بهم من عنق زجاجة أوقعوا أنفسهم فيه هذه المرّة، جميعهم دون استثناء…
وحدهم هؤلاء الإعلاميون “البهايم” هم الإسمنت الذي سيطلق بنعيقه صفّارة الإنذار لينتبه النهضويون إلى ما هم فيه من خطر التلاشي فيستعيدوا وقوفهم قبل مُضِيّ السقوط…
لعلّه بات لزاما على حركة النهضة أن تشكر إعلاما أحمق مدافعه تطلق للخلف يحصد من حقله في بيدرها وأن تخصّ بشكرها أكثر الإعلاميين صراخا ضدّها…
من أولئك العدوانيين الغريزيّين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock