عبد الرحمان الهذيلي
رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
يتابع المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية منذ ايام آليات التعامل مع الفاجعة البحرية التي جدت قبالة سواحل جرجيس بعد إنقاذ أربعة مهاجرين وفقدان البقية ليلفظ البحر في الأيام الأخيرة الجثث على سواحل جرجيس وجربة ورغم مجهودات المتطوعين والهياكل الجهوية والمحلية فإن ما وقع أثناء انتشال الجثث ونقلها نحو مستشفى قابس ومن ثمة البحث عن أماكن للدفن مخجل من حيث التعامل مع الذات البشرية بعد الموت.
حيث للأسف تم نقل عديد الجثث في شاحنات معدة اساسا لنقل الفضلات اضافة لمحاولات عديد البلديات التخلي عن مسؤولياتها الإنسانية والاخلاقية في إيجاد مكان لائق للدفن وبقدر ترحيب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بأخذ عينات من الحمض النووي للجثث وحفظها لتمكين عائلاتهم في مرحلة لاحقة من التعرف على جثث أبنائهم وتحيته لقرار المجلس البلدي ببوشمة بقبول دفن مجموعة من جثث المهاجرين فإنه يعبر عن سخطه لما قامت به بلدية جرجيس ليلة السبت 13 جويلية من دفن جماعي في حفرة واحدة لجثث المهاجرين.
لقد سبق للمنتدى ان وجه مراسلات منذ سنة 2016 للسلط المركزيّة من رئاسة الحكومة ووزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية وزارة الشؤون الاجتماعية حتى تتحمل مسؤولياتها في إيجاد مقابر لجثث المهاجرين وفي غياب اي ارادة سياسية مركزية في إيجاد خطة عمل موحدة تلتزم بها السلط الجهوية والمحلية وتدمج المنظمات الإنسانية للتعامل مع جثث المهاجرين بما يحفظ الكرامة بعد الموت ويعطي أملا لعائلاتهم في التعرف على جثث أبنائهم واعادة دفنها.
ان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي يدرك معاناة عائلات المفقودين من جميع الجنسيات من أجل معرفة مصير أبنائهم يجدد دعوته إلى جمع وإدارة المعلومات الخاصة بالمهاجرين الموتى وتسجيلهم في قواعد بيانات مركزية يمكن الوصول إليها من قبل جميع المؤسسات ذات الصلة و تمكن عائلاتهم من معرفة مصيرهم.
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
الرئيس عبد الرحمان الهذيلي