الأحد 22 يونيو 2025
عادل بن عبد الله
عادل بن عبد الله

هؤلاء هم العدو الحقيقي

عادل بن عبد الله

عندما نتحدث عن “الصهاينة”، علينا أن نتذكر دائما أنّهم لا يسكنون جميعا في تلك المستوطنات التلمودية، ولا يتكلمون العبرية بالضرورة، وقد يكون من أسمائهم ما حُمّد وعُبّد، ومن عبيدهم من يخدم “الحرمين” أو يذود عن “الحمى والدين”، أو “يوقّع عن رب العالمين”.
فالكثير من أبناء جلدتنا (رغم أنهم من “الغوييم” أو الأغيار حسب التعريف اليهودي) يسكنون الأساطير الصهيونية نفسها ويحمون مصالح “شعب الله المختار” ووكلائه المحليين أكثر مما يحمون مصالح “البروليتاريا” وضحايا البرجوازية اللاوطنية واختياراتها التنموية البائسة، كما أنّ الكثير من الناطقين بلساننا ليسو إلا حصون دفاع متقدمة عن الكيان الصهيوني وعن حلفائه التقليديين والجدد في سياق العولمة الذي أعقب “الثورات العربية”.
وأشدهم صهيونية هم أولئك الذين لا يخفون الصلة “الروحية” و”الفكرية” بـ”الأصدقاء اليهود”، ولا يتركون فرصة تمر دون إظهار عقدة نقصهم تجاه ما يعدّونه “تفوقا جوهرانيا” للتراث اليهو-مسيحي على “الإسلام” في كل تجلياته التاريخية وتركيباته المذهبية ومشاريعه السياسية، ولذلك يحاولون التماهي مع أسيادهم فيعتبرونهم أقرب إليهم “انسانيا” من حماس “الإخوانية” ومن كل حركات الإسلام السياسي (بل أقرب اليهم من الإسلام ذاته في عقائده وقيمه وأحكامه ورموزه وتاريخه وإن كان أغلبهم لا يجد الشجاعة للبوح بذلك)… هؤلاء هم العدو الحقيقي.
ولكنّ من يصرّ على إدارة الصراع على أساس طائفي، ومن استعبدته “الاسرائيليات” حتى ظنها من أصول الدين، ومن جعل عقله نهبا للفقه السلطاني فقال إن من يتجه إلى القبلة -على غير معتقده في الاصول وعلى غير مذهبه في الفروع- هو أشد كفرا من اليهود والنصارى-، هو شخص ليس أقل من ثقفوت النمط عداوة لتحرر الناس وخروجهم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد، ولن يكون هؤلاء جميعا -مهما كانت ادعاءاتهم- إلا حلفاء موضوعيين للصهاينة وإن لعنوهم بألف لسان “جهادي” أو “ممانع”.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

عادل بن عبد الله

النخبة التونسية.. جزء من الحل أم مظهر من مظاهر الأزمة ؟

عادل بن عبد الله لا شك في أن أغلب النخب التونسية تنتمي إلى ما اصطلح …

عادل بن عبد الله

من هم “الكفاءات المستقلة” ؟

عادل بن عبد الله هم أولئك الذين أداروا نظام بن علي الفاسد والتابع في الصفوف …

اترك تعليق