المؤامرة ضد العرب..
محمد ضيف الله
عاش الوطن العربي على امتداد القرن العشرين على وقع الانقلابات العسكرية ومحاولات الانقلابات، انقلاب تلو الآخر تلو الآخر. ومع صباح كل انقلاب جديد، كان يُذاع البيان رقم 1، مبشرا بالعدالة الاجتماعية والاشتراكية والحرية والوحدة وتحرير فلسطين.
وتمر السنون فيُتبين أن لم يكن إلا الوهم. حيث لم تتحقق أي من الشعارات التي بشر بها الانقلابيون ويُرْفعون من أجلها على الأعناق. إلا أن الوطن العربي -كما هو واضح- مازال حيث هو يوم شهد أول انقلاب عسكري. نعم إن تقييما شاملا يبدو ضروريا اليوم لجرد حصيلة تلك الانقلابات، وليس من المنطقي التغاضي عن التقييم كما ليس من المعقول استمرار تصديق الشعارات التي كانت توزعها أجهزة البروبغندا السلطوية منذ ثمانين سنة.
الواضح أن الانقلابات لم تنتج إلا الاستبداد والعنف والقهر والتبعية، وهو ما يعني أنها كانت أكبر مؤامرة استهدفت الوطن العربي، نعم الانقلابات لا تخرج عن كونها منتوجا لبيوت التفكير لقوى وجهات كانت تخشى يقظة العرب، ولم يكن الانقلابيون إلا بيادق يقتصر دورها على تبني آمال العرب ولكنها واقعا عملت على تأبيد الاستبداد، والاستبداد من شأنه أن يقضي على إمكانيات الخلق والإبداع لدى الشعوب، وهذه هي النتيجة: العرب خارج التاريخ.