سمير ساسي
كنت قبل الثورة أخوض مع الخائضين في شؤون الكرة واموج في بعضي وفِي غيري دون وجهة غير ملء فراغ ناتج عن تصحير السياسة والفكر والثقافة وإغلاق الفضاء العام لكني بعد الثورة شعرت بما شعر به الغزالي كانما رفع من قلبي كل ذلك وقذف فيه اهتمام اخر شغلني. ولَم اعب على الاخرين اهتمامهم او خوضهم او موجهم في بعضهم بعضا ومازلت ارى ذلك الخوض والموج يعبر عن أزمة انتماء حقيقي وعجز عن الفعل برغم يقيني بتعقد الظاهرة وتشابك ابعادها غير ان هذا لا يمنعني من ابداء ملاحظات.
نحن شعب انفعالي انطباعي. هاج أكثرنا لان مشعوذا طلع علينا بكذبة بحجم الثقب الاسود على قناة تسلب مالنا. فلما ترشح المنتخب الى دور قادم دعي اليه كل الاولياء المعششين في مخيال التونسي ونشر عليه التراب السخون كما قال راس الأركان ذات مرة نسي الجميع هبتهم وانفعالهم ولَم ينتبهو ا للشعوذة تمر في اعلام عمومي مازال يسرقهم ويزيف وعيهم.
يخوض الجميع في حرب الفساد المعلنة في الرياضة ويتهمون الجامعة ومن فيها وما فيها بأبشع انواع التهم. ثم ينسون ذلك بفعل فوز صادف غير مدروس ويعودون في دورة كروية لاحقة للموضوع نفسه والرئيس مازال في مكانه والجامعة لم تتغير والتكتيك لم يتحول الى استراتيجيا والجميع يخوضون في علم الفساد والسياسة.
نحن شعب كسول فكرا وفعلا نميل الى المجهود الأدنى نحلم بربح المليار ونقتصد في التعبير بإنصاف كلمات وجمل غير مفهومة وعنف مصطلحي ولا نبدع افكارا تجدد واقعنا وتؤسس لخطاب راشد ولا ممارسة موسسة.
مباريات الكرة فرصة لطرح إصلاح الاعلام والجامعة والثقافة والسياسة والاقتصاد ورؤيتنا للترفيه لو تركنا الخوض والموج في بَعضنا، لكننا مازلنا دون ذلك ومازالت وزارة الثقافة في مكانها تنشر الدجل والشعوذة ومازال فتى السفارة ينفذ ما يملى عليه.
وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض.