زهير إسماعيل
هذه معركة ضدّ الفساد، ليس المستهدف منها اتحاد الشغل، ولكنها لن تستثنى قيادات منه أو هياكل تتبعه إذا ثبتت عليها شبهة فساد أو تورطت فيه.
النائب عماد الدايمي كان واضحا في عرضه في الندوة الصحفية وتوقّف عند أمرين مهمين: أوّلهما أنّه لا انتقاء في محاربة الفساد، والثاني أنّ الأمر متعلّق بديون الاتحاد العام التونسي للشغل لدى الـCNSS، وهو ما يمثّل شبهة فساد. وإذا تأكّدت الشبهة فإن الاتحاد يكون شريكا في ما تعيشه مثل هذه الصناديق من انهيار. ويكون تأكد الشبهة بابا إلى تدقيق أشمل.
المؤسف أنّ بعض من قيادة الاتحاد تُذكّر بالمثل الشعبي “عليك الريش يا خانب الدجاج” وترجمته إلى الفصحى “كاد المريب أن يقول خذوني”.
ما الذي يمنع الاتحاد من مواجهة ما قدمه النائب من وثائق بوثائق، وبخطاب هادئ وليتحمل كل طرف مسؤوليته؟؟!!.
هذا الذي يحدث يمثّل أهمّ المداخل في محاربة الفساد (هذا موش دزّان حنك)، وهو البداية الفعلية لهذه الحرب التي تاجر بها الشاهد وغيره من رهوط القديم. حرب ضدّ أخطر الأدواء التي تنخر تجربتنا الهشة.
وحين يتم النظر في الدعاوى ومواجهة الوثيقة بالوثيقة والخروج بحكم، وأيّا كان هذا الحكم فإننا نكون أمام قاعدة فرز حقيقية للمواقف والمواقع.
أؤجل التذكير برأيي الخاص الذي كنت قلته (نظرًا وعملاً)، وفي راحة من نفسي، حول قيادة الاتحاد قبل الثورة وبعدها والعلاقة بالنظام سابقا والسيستام وتحولاته اليوم والديمقراطية الخ… أؤجله إلى سياق آخر يخصني كي لا أشوش على سياق ليس لي.
وأكتفي بالإشارة آلى أنه من غير المقبول أن تصبح قيادة الاتحاد، وفي سياق ديمقراطي، كنظام بن علي فوق النقد والمحاسبة، وتخوِّف كل مخالف وتهدده برحَى ماكينتها. وقد تورطت بعض القيادات في تهديد النائب عماد الدايمي، في صلف يختلط فيه الغباء بالخوف المكتوم.
والخلاصة أنّ الفساد، أيا كان موقعه وبأي حصن تحصّن، هو كي “تريكو الكرُوشّي” في غاية القوة ويمكن أن تّجرّ به سيارة معطّبة (رموركاج)، ولكن إذا اكتشفتَ “عقدته” ( العَڤْدة) فإنّه “يجي معاك” وتتفاجأ بأنّه أوهى من بيت العنكبوت.
لا حياد في الحرب على الفساد… ولا مأمن للفساد.
إن شاء الله تكون الخطوة الصحيحة في محاربة الفساد وإنقاذ المؤسسات الجديد منها و”العتيد”.