معلومات في غاية الخطورة ! تونس تتعرض الى الخيانة..
نصر الدين السويلمي
كنا في البدء نعتقد أن الامر لا يعدو أن يكون نبذة جديدة من الصراع ضد النهضة، حيث يتم استغلال كل الأحداث للنيل من الحركة، اذا انتصرت قيل تغولت وإذا تراجعت قيل انهزمت، إذا أدانت باركوا وإذا باركت ادانوا، إذا توسعت في الديمقراطية الداخلية قيل تموه وإذا توسعت في القرارات الهرمية قيل دكتاتورية.. كل هذه السلوكات عرفت منذ 2011 وأصبحت طبيعية بعد ان تعايشت معها النهضة وبدا الشارع يتحصن ضدها، بل بدا الكثير يتفطن الى انها عملية استبلاه تستهتر بالعقل التونسي قبل الاستهتار بالحقيقة ومن خلفها النهضة.
اعتقدنا أن الخروج السريع لمجموعة محمومة ترفع شعارات ضد النهضة وزعيمها اثر العملية الإجرامية مباشرة، وبعد الاخبار الخاصة بصحة رئيس الجمهورية، ثم التصريحات التي ادلت بها بعض الشخصيات لوسائل اعلام عربية وأخرى تونسية، ثم ما تلفظ به الكرونيكور المثير لطفي العماري، اعتقدنا أن كل ذلك يصب في خانة الاستهداف التقليدي للنهضة، لكن مؤشرات اخرى ظهرت على السطح أكدت أن العملية أكبر من ذلك بكثير، وأننا أمام محاولة اخرى مركزة حشدت لها الامارات كل المقدرات وشرعت في تنفيذها بشكل تصاعدي، وتعتمد ككل مرة على المال، لكن ليس ذلك المال الهين الذي يمكن لبعض الكرامة وبعض الوطنية ان تصمد أمامه، بل هو المال العنيف المخيف، لان ابو ظبي تفطنت انها وقفت بجدية الى جانب الثورة المضادة في مصر، واحتقرت الثورة المضادة في تونس، واعتقدت ان بعض ملايين اليوروات كفيلة بإسقاط الثورة وتصعيد الخونة.
عندما يتصل شخصية تحمل اسم “ياسر” ببعض الإعلاميين التونسيين ويقول انه يتبع شركة مستقلة مختصة في ترقية الإعلام الرقمي بأبو ظبي، ثم يتضح فيما بعد انه احد الفاعلين داخل المجلس الوطني للإعلام بالإمارات العربية المتحدة، ويطالب بخدمات غريبة ومثيرة، مفادها أنهم يرغبون في التعاقد مع أسماء لإعلاميين وباحثين ومختصين من تونس! وبالتدقيق في العرض، يتضح أن المعمول به داخل المشهد الإعلامي الإماراتي الموجه ضد الدول العربية، هو شراء اسماء من أصحابها، يتم استعمالها في تغطية الأخبار الخاصة بهذه الدولة أو تلك، اين تقوم الصحيفة او المنبر الالكتروني أو أي وسيلة اعلامية اخرى بكتابة مواقف وتعليقات وحتى حوارات تتماشى واجندة الصحيفة او أي من المنابر ثم تذييلها باسم تم شراء حقوق استعماله من صاحبه. تستميل الشركة الوسيطة العديد من الشخصيات التي تقترب في رؤيتها من الرؤية الاماراتية، او الشخصيات الانتهازية الجاهزة لتغيير موقفها 180 درجة لمن يدفع أكثر، وتتعاقد معها على الادلاء بتصريحات تخدم أجندتها، لكن في الحالات السريعة والدقيقة يمكن لوسائل الإعلام الإماراتية ان تضع التعليق الذي تريده على لسان الاسم الذي اشترته، وذلك لإيصال الفكرة بسرعة وكما يريدها المطبخ الاماراتي، ولكي لا تضطر هذه الوسيلة أو تلك للبحث عن عملائها عند المستجدات وخاصة الأحداث المستعجلة، لذلك دفعت لهم ووقعوا لها على بياض، هذا الاسم يمكنم تركيب أي من التعليقات عليه، وإذا ما تمت ملاحقة المعني في بلاده يتنصل من التصريح وتساعده الصحيفة على ذلك، يحدث هذا خاصة في تونس وليبيا.
كان الإعلام الإماراتي يستعمل طريقة سفيهة في تنشيط اخباره حول العديد من الدول العربية وخاصة تونس، وسبق وكشفنا هذا في مقال مطول نشر على موقع باب نت بتاريخ 21 نوفمبر 2017، تناول الأسلوب الذي تعتمده صحيفة الاتحاد، مقال وردت فيه الأسماء التالية “الإعلامي أمين صالح بن عبد السلام… الناشط الحقوقي عبد الرؤوف البوزيدي… الكاتب عثمان بن الحاج علي القليل… الأستاذ الجامعي منصور صالح بن زعرة …الباحث في العلوم السياسية محمد الصالح بن صميد… الباحث عمر بن صلاح الدين المثلوثي… الباحث في التاريخ نعيم جوهر المحمودي… الباحث محمد علي الجربوني… الحقوقي الأستاذ الجامعي محمد بالهادي الفنولي… الباحث في السياسة العربية الأستاذ عبد القادر الجردي… الإعلامي محمد نبراس الجديدي… الأستاذ الجامعي أحمد نصيب… الباحث في الجامعة التونسية محمد بن صالح… شهيد الناصري… الباحث محمد أمين السماعلي… الأستاذ الجامعي والخبير في الشأن العربي محمد العربي علي الإمام… الأستاذ محسن الصحبي… صالح المعموري… محمد الصالح العليوي…”
في سياق البحث عن هذه الاسماء، وجدنا بعضها يعود الى يمنيين والبعض الآخر من العراق وأسماء اخرى من السودان والمغرب وغيرها من الدول العربية أو العرب المقيمين بأوروبا وأمريكا، بعضهم يشتغل في وزارة النفط العراقية والبعض الآخر ينتمي الى الحشد الشعبي، وآخر يشتغل ميكانيكي بورشة في دير الزور.. والقائمة طويلة. اذًا كان الاعتماد بشكل واسع على الاسماء الوهمية، ولما انكشف امرهم وأصبحت المعارك أشد شراسة، وتحتم الانتقال من الخبر الركيك الى الخبر الخبيث المخدوم بعناية، قاموا بضخ كميات رهيبة من الأموال وفروا بها شخصيات تونسية جاهزة على مدار الساعة، كما اتفقوا مع شخصيات أخرى على استعمال اسمائهم في تصريحات وهمية دون الحاجة إلى العودة إليهم، وبالمتابعة الدقيقة وجدنا أنه حتى مع الخطة الجديدة مازالت الكثير من المواقع الإماراتية تعتمد على الأسماء الوهمية لتعضيد الخبر وتهويله، ولمن يرغب في الوقوف على حقيقة الصورة، فقط يتطلب الأمر القليل من الصبر والوقت، يقوم بمراجعة مواد إخبارية من مواقع اماراتية تتناول الشأن التونسي، ومن ثم مراقبة الأسماء التي يتم الاستشهاد بها، عندها سيجد اسماء حقيقة متعاقدة مع الغرفة الإعلامية المهتمة بملاحقة الثورات العربية، كما سيعثر على اسماء بالقاب غريبة غير موجود في تونس، ومن المستحيل العثور عليها في مواقع النت، أو في الجامعات التي تدرّس فيها وفق ما أعلنه الخبر او التقرير.
نتحدث عن شبكة عنكبوتية بمقدرات رهيبة، تم ضخها لبناء حزام اعلامي لديه القدرة على تمرير الاجندة كيفما ترتضيها الغرفة الخبيثة، الى جانب بناء ترسانة سياسية عبر التمويل المكثف لأحزاب بعينها أو من خلال خطة قديمة تم تحيينها، سيدخل فيها اللاعب الإماراتي إلى ميركاتوات البرلمان القادم، بعروض احترافية بعيدة عن اسعار الهواة، ربما! أكرر ربما! تفطنت النهضة الى هذا الامر، لذلك عممت توصيات واسعة بضرورة تحسين سلالة ممثليها في البرلمان المقبل، ربما باعتماد مراجعة دقيقة للعناصر التي أهلتها المؤتمرات الجهوية.
في الحقيقة وخلال الخميس الأبيض الذي اطلق عليه الاعلام الاماراتي الخميس الأسود، لم نكن أمام انقلاب مكتمل الأركان، فتونس مستعصية على هذا النوع الأحمق الساذج من الانقلابات، وانما والأرجح اننا كنا بصدد عملية لجس النبض، هدفها الزعزعة، وإلا فهي تراكم الخبرة لمشاريع انقلابات ستبرمج لحينها، تلك محاولات تدرك الإمارات وغرفها الماكرة أنها ستشوش بها وترهق لكنها لن تصل الى مبتغاها، وبقدر ملاحقة عملاء أبو ظبي وكشفهم بقدر تخفيف الضغط عن الثورة، وتمهيد الطريق للانتقال الديمقراطي، وحتى تحسّن تونس من نوعية دفاعاتها، من الأفضل أن يعمل البرلمان في نسخته الحالية او المقبلة على سن قوانين رادعة تجرم وتحاكم كل من ثبت تآمره على ثورة سبعطاش ديسمبر وفق قانون الإرهاب، وتلاحق وتراقب الشخصيات التي تنشط بنسق غير عادي لصالح دول معادية لثورتنا وتسعى لتدمير انتقالنا الديمقراطي بكل الوسائل، علينا ان نصعد بجرم التآمر على سلامة أمن سبعطاش ديسمبر الى مستوى التآمر على سلام أمن الوطن.
وحتى نشرع في إرساء مشروع مواجهة يفعل فيه نشطاء المساحات الافتراضية وتتحرك من خلاله الدفاعات الالكترونية بفاعلية،، علينا القيام بإطلالة على المنابر الاماراتية المعادية للثورة والتي تعمل على تفكيك التجربة، نراقب عن كثب الشخصيات التونسية التي تعمل لصالحها وتتعاون معها، لا نتحدث عن المهنيين بل عن المرتزقة الذين ارتضوا الهوان وسخروا انفسهم معاول في يد الثورة المضادة، تهدم افضل ما انتجت بلادهم في العصر الحديث.
الإتحاد -البيان -الخليج -الوطن -الإمارات اليوم -الرؤية -24 -الوحدة -جلف نيوز -خليج تايمز -The Gulf Today -ذا ناشيونال -العين الاخبارية Emirates 24/7، الى جانب اسطول القنوات التلفزية من اهمها: قناة أبوظبي -قناة أبوظبي دراما – سكاي نيوز عربية – تلفزيون دبي – سما دبي – دبي زمان – دبي ريسينج – دبي وان – نور دبي – تلفزيون الشارقة – الشارقة القناة 2 – قناة الشرقية من كلباء – تلفزيون عجمان… مع سلسلة من الاذاعات، أبرزها: إمارات إف إم – أبوظبي إف إم – ستار إف إم – أبوظبي كلاسيك إف إم – راديو الشارقة – راديو القرآن الكريم… اضافة الى العديد من المدن ومناطق الاعلام من قبيل: منطقة صانعي الإعلام في أبو ظبي (twofour54) – مدينة دبي للإعلام – مدينة دبي للاستديو هات – مدينة دبي للإنتاج – مدينة الشارقة للإعلام – مدينة عجمان الإعلامية – مدينة الفجيرة للإبداع.. دون ان ننسى مئات المواقع الاخبارية وأخرى عامة تنشط على منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك، تويتر.. لنراقب هذا الجيش الاعلامي التاتاري الغريزة.
علينا بتشكيل حزام إعلامي شعبي يحسّن من دفاعات الثورة ويَحول دون حصول اختراقات كبيرة، علينا أيضا الانتباه الى أن الإمارات المتقهقرة في ليبيا، لم يعد لها الا قطيع الخونة في تونس، وقد تحرك بعضهم يوم الخميس الابيض بأوامر ممن أطلقوا عليه الخميس الأسود، رأيناهم في العاصمة يستهدفون السياسي الرقم واحد الذي تلاحقه الإمارات، ورأيناهم من فوق المنابر المشبوهة يشوهون الحزب رقم واحد الذي توقن الامارات انه الجدار الفاصل بينها وبين رأس سبعطاش ديسمبر.. علينا ان ننتقل من الدردشة والتنفيس الفيسبوكي الى ملحمة الكفاح الوطني الالكتروني، على كتائب ثورة سبعطاش ديسمبر الالكترونية ان تلاحق الأدعياء والعملاء، عبر هذا الفضاء الذي يوفر لها فرصة سحرية لخوض معارك الشرف، امامنا خيارين اثنين، إما دغبجة النضال الالكتروني، او تخنيثه.. لكم الخيار… احموا ثورتكم، احموا دولتكم، احموا انتقالكم.. ولّى زمن الخنادق الجبلية وجاء زمن الخنادق الالكتورنية، ليكن كلا منكم وراء حاسوبه بشير بن زديرة مصباح الجربوعي محمد الدغباجي علي بن غذاهم فرحات حشاد صالح بن يوسف.. ارموهم الكترونيا سدد الله رميكم.
تحت الانجاز : صحفية “تونسية” تقوم بدور خطير في تونس، مكلفة بمهمة خاصة، تنشط في مجالات حساسة بتغطية من عملها لصالح شبكة اعلامية اماراتية، تجنيد.. استدراج.. وأشياء أخرى..