مهمة ثورات الشعب يريد
الأمين البوعزيزي
أحد أهم أركان حماية تونس الديموقراطية المتعثرة منذ عام 2013 حتى خميس الغدر الفارط هو طبيعة النظام السياسي الحالي.
كسرت الثورة مركزة السلطة (نظام رئاسي) ووزعتها بين باردو (البرلمان) فالقصبة (الحكومة) فقرطاج (الرئاسة)؛ ذاك صمام أمان البناء الديموقراطي في ظل مشهد سياسي شمولي (علمانوي واسلاموي/ يساري ويميني) كلهم يتعاملون مع الديموقراطية تعاملا أداتيا.
تونس لا تعيش إنتقال ديموقراطي؛ هذا تزييف ومغالطة.
الانتقال الديموقراطي تساهم فيه منظومة الاستبداد عبر تسوية تاريخية مع المعارضة الديموقراطية كما تم ذلك في إسبانيا وجنوب إفريقيا.
في تونس استوجب الأمر دماء زكية وانتفاضا مواطنيا عارما فرض الديموقراطية فرضا. ما يجري منذ تسع سنين عددا هو بناء ديموقراطي متعثر وسط تجاذبات شقوق منظومة الاستبداد وضحاياها متنوعي المرجعيات… كلهم شموليون… لذلك يتعثر البناء الديموقراطي المطلوب رأسه من قوى إقليمية تقود حربا عدوانية على الديموقراطية…
مهمة ثورات الشعب يريد:
فرض الديموقراطية وحراستها وسط غابة التوحش الأعرابي العسكرتاجي الفاشي.
الديموقراطية حق مشاع لكل الشعوب… لا تنصتوا لثرثرة “الإرجاء الديموقراطي” بدعوى غيبة شروطها التاريخية التي بررت كل جرائم الاستبداد… التاريخ لا يكرر نفسه… والديموقراطية ليست وصفة جاهزة؛ بل هي معركة بناء دؤوب لتفكيك بنى التخلف الديموقراطي الطويل..
الديموقراطية لا تنزل موائد العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية ووحدة الأمم المضطهدة من السماء؛ الديموقراطية تفك قيود الاستبداد عن الحامل الإجتماعي المضطهد لينتظم ويفرض المشروع المواطني الإجتماعي السيادي سلما أو ثورة.
————- واجب الحفاظ على نظام توزيع السلطات لتقليم مخالب الاستبداد الكامن المتربص في نفوس الشموليين ضحايا وجلادين.
✍الأمين البوعزيزي.