قوة الديمقراطية …
محمد ضيف الله
الأنظمة الدكتاتورية تبدو قوية بقدر ما تملكه من أسلحة وما تمارسه من عنف وما تبثه من خوف وإرعاب، ولكنها تتهاوى في أول مناسبة، فترى من يؤيدونها ينفضون من حولها. فلا يوجد أنصار للدكتاتورية وإنما جميعهم مزيفون. رأينا كيف انفض أنصار بورقيبة عنه عند الانقلاب عليه في 7 نوفمبر 1987، ورأينا كيف اندثر التجمعيون في 14 جانفي…
يوم 27 جوان خبرنا كيف يكون النظام الديمقراطي قويا، فرغم عوارض الهشاشة التي يبدو عليها لأول وهلة، إذ أن تونس مازالت في طور الانتقال الديمقراطي، ورغم ما تعرفه أوضاعها على جميع الأصعدة من خلل وأزمات وحتى كوارث، بما يغري أعداء الديمقراطية للنيل منها، والسعي إلى إسقاط ديمقراطيتها، فإن الإرهاب الذي ضرب في قلب العاصمة، أدى إلى تراص صفوف أبنائها، ورأينا كيف أن معارضي الباجي قايد السبسي يدعون له بالشفاء صادقين. هاتوا نظاما دكتاتوريا يمكن أن يصل إلى درجة من القوة مثل هذه. تونس أقوى مما يخطط له الأعداء ومما يصرفون. وقوة مثل هذه من الأكيد أنها ستنقل بلادنا من حال إلى حال.