تونس تتعافى..

نور الدين الغيلوفي

فعلًا تونس تتعافى رغم كثير المنغّصات وقليل الأعمال و”تبوريب” بعض “البانديّة” أمام سخافة بعض الساسة وقلّة حيلة كثير من المسؤولين وعجزهم عن التدارك وغرقهم في التعارك…
يوم الجمعة لم ينسَ أن يأتيَ إثر يوم الخميس.. أرادوه خميسا أسود على البلاد والحياة والإنسان فأشرقت شمس غده تحرق أسباب العفن وتعرّي ما خفيَ من الحشرات العالقة في بعض الزوايا المعتمة تنتظر بدء حفل النواح بتوقيع النباح…
التفجيرات الإجرامية كانت تنتظر النفخ فيها على مواقد الإعلام الموبوء لتكون نيرانا تحرق الأخضر واليابس وتأتي على التجربة بكاملها مرّة واحدة وإلى أبدٍ تخيّلوه.. القناة الوطنيّة الأولى رافقت الأحداث باكرا في عمل استباقيّ لافت ودعت جوهر بن مبارك ليعرّيَ جرذان الحقيقة وجحر تمويلهم دويلة الإمارات بالاسم الصريح ولا تلميح.. سكت بقية الإعلام عن النباح المباح.. لست أدري إن كان المحلّلون العباقرة والخبراء النوادر قد جيء بهم إلى منابر النوائح أم لا.. فأنا قد اخترت جلسة مع العائلة في الشرفة نستقبل عليلات النسائم تأتي بِرَيّا الفُلّ و نتحادث ونتشاكس ونتضاحك وتركنا التلفزيون إلى هراء لم نر له فائدة في دولة حزمت حقائبها لتلتحم بخلاصها وتغادر نهائيا معاقل تلك الكائنات المتقاعسة المتكلّسة بضاعتها كلام متخثّر تبيعه للجهات المانحة التي جعلت من ظهورها (الكائنات) جسرا تركبه لتدنيس بلادنا واتّخذت من أصواتها بضاعة تشتريها منهم لقاء عطاء غير جزيل في أَخَرَةٍ من الليل.. دراهم معدودات لا تساوي مجتمعة قطرة دم تسيل من بريء أو دمعة لقريب لم يجد غير القهر يمضغه على الطوى ونرجو ألّا يظلّه فيبيت عليه…
سلّم الله البلاد وحمى العباد…
سلام على وطن يحميه الوعي…

Exit mobile version