احذروا هذه الخطابات ومغالطاتها

عادل بن عبد الله

الخطاب الرعواني والموتور الذي لا يفرق بين المشتبه فيه وبين المتهم او المجرم: المشتبه فيه برىء مهما كانت القرائن المرجحة لاتهامه. والاتهام هو وظيفة حصرية للقضاء، وكذلك التجريم بعد انتهاء كل درجات التقاضي (فالإنسان لا يكون مجرما حتى تكفل له الدولة محاكمة عادلة في كل درجات التقاضي).
الخطاب السوداوي الذي يريد بث اليأس في نفوس الناس ، وهو يهدف إلى تبييض المخلوع وورثته وشيطنة كل الوافدين الجدد على الحكم، خاصة النهضويين. وهذا الخطاب هو حليف موضوعي للإرهاب لأنه يساهم في تحقيق غاياته: ضرب الوحدة الوطنية، إضعاف الجبهة الداخلية، إشاعة الرعب بين المواطنين وحثهم على التقاتل على أساس هووي بائس.
الخطاب المتعالم الذي يُروج له بعض أشباه الخبراء والمحللين السياسيين. فهؤلاء هم في أغلبهم مجرد مكلفين بمأمورية عند القوى الإقليمية الداعمة للثورات المضادة، وعند وكلائهم من مافيات الداخل الجهوية والأمنية والمالية. ولذلك فإن خطابات أغلب “الخبراء” هي اداة لمنع الفهم والتحليل ولا تتجاوز قيمتها التنفيس عن المكبوتات النفسية لأصحابها، وتقوية شروط تفاوضهم مع مشغّليهم في الداخل والخارج.
الخطاب المحرض على الحريات الفردية والجماعية بدعوى أن الحرب على الإرهاب تستوجب تعليق بعض الحريات وإطلاق يد الأمنيين خارج الضوابط القانونية للبحث والتحقيق. فهذا الخطاب في الحقيقة يهدف إلى جعل هذا الوضع “المؤقت” وضعا دائما وذلك لأن أصحابه مجرد انقلابيين لا تهمهم الحريات ولا حقوق الانسان إلا تحت السقف الذي يضمن مصالحهم المادية والرمزية ولو كان النظام نظاما عسكريا.
الخطاب الذي يعتبر الارهاب ظاهرة طارئة على المجتمع التونسي لم يعرفها خلال حكم المخلوع، وأنه نتيجة حصرية لفترة حكم الترويكا. فكأن تونس في عهد المخلوع لم تعرف عمليات إرهابية (عملية جربة وسليمان وبعض العمليات على الحدود وغيرها) او كأن الإرهابيين هم نتاج فترة الترويكا وليس نتاج سياسة تجفيف منابع الإرهاب التي تحولت إلى تجفيف لمنابع الدين ذاته، او كأن الارهابيين ليسو نتاج المدرسة التونسية وعملية التحديث المأزوم وما يحكمها من خرافات النمط التونسي وسياسات التنمية اللامتكافئة في المستوى الوطني، والتوزيع غير العادل للثروات فئويا وجهويا.

Exit mobile version