فتحي الشوك
هل مات الرئيس؟ خبر يتداول بقوة محليا ودوليا وقد يكون صحيح، بعد اخبار التفجيرات الارهابية الجبانة التي كانت عنوان الاخبار الرئيس.
ارهاب حسب الطّلب يتحرّك بزرّ عن بعد، وللمصادفة ان يضرب ساعات بعد نقل الرئيس الى المستشفى العسكري اثر اصابته بوعكة صحّية حادّة وكأنّهم على دراية بخفايا القصر، أو أصدرت لهم التعليمات للتحرّك لإرباك الوضع.
ليست هي المرّة الأولى الّتي يثبت فيها الإرهاب أنه ذو عقل مدبّر ويتحرّك وفق أجندة مضبوطة، عند اقتراب موعد انتخابي وقرب استكمال خطوة في مسار انتقالي متعثّر لكنّه يحقّق بعض التقدّم، أو لإرباك وضع دقيق دخل مرحلة حرجة بحدث جلل مثل موت الرّئبس.
أو بتغيير نوايا التصويت في انتخاب قادم كما بشّرنا بذلك الزرقوني منذ أشهر، أو بتنفيذ حرفي لارهاب من يريد أن يحكم بالقوّة وبالرّغم من انوف الجميع كما صرّحوا بذلك تباعا كلّ من أقلقهم تعديل القانون الانتخابي الأخير: لحمنا مرّ… سترون.. ولن يمر، أو هي الفرصة الوحيدة لمن لا أمل لهم أصلا في انتخابات وصندوق.
من فجّر نفسه من ريبوتات مفخّخة موجّهة عن بعد وكيانات هجينة مشوّهة لم يكونوا سوى أدوات لتفجير الوضع لمن له مصلحة في ذلك من أدوات الدّاخل ومشغًلي الخارج.
لا يمكن التغافل عن أنّ ما يجري يتزامن مع هزيمة مدوًية لمحور الشرّ المعادي لارادة الشعوب في ليبيا ونكسة له في الجزائر وثبات للثورة في السودان ورفض عربي شعبي عام لما يحاولون تمريره من صفعة القرن.
هل مات السبسي؟ قد يكون وذاك متوقّع فكيف لمن انتخبه ذات يوم وهو يعلم حالته الصحية قطعا للطريق واستعداء للثورة أن يستغرب ؟
رحمه الله ان مات فكلّنا ميّتون، ويكفيه فخرا أنّه في عهده أصدرت المحاكم احكاما لمواطنين ضدّه، ويكفي تونس أن صمدت وستصمد بإذن الله في وجه مكر من يمكرون ويحيكون لها الدّسائس في الغرف المظلمة في الدّاخل والخارج، شرقا وغربا، لتبقى واحة حياة وأمل في رقعة التصحّر العربي الشمولي والشامل.
وماذا لو مات الرّئيس؟ وضغطوا عشرات الازرار على ريبوتات الارهاب؟ وحرّكت خفافيش الظلام على اليمين واليسار، وانتصب المخبرين المخرّبين والغربان ينعون المسار والاوطان ويستدعون مقابل الفوضى الطغيان؟
هي لحظة حرجة ودقيقة والمستهدف فيها الوطن والانسان، وطن حيّ بمواطنيه كما سعت إلى ذلك ثورة 17 ديسمبر المجيدة.
لن يكون هناك شغور في ظلً القانون والدستور ومؤسّسات الدّولة وبعض رجالها الصّادقين.
سوف نحزن لموت رئيس نختلف معه فلم يسجنّا لاجل نقدنا له ولم ينشرنا ولم يعتقلنا قسريا ولم يفرمنا، سوف نرثيه ونترحِّم عليه بصدق ولن يمنعنا حزننا من ان نكون صدّا منيعا امام المتربّصين وقطّاع الطّرق واليائسين لنستكمل مسيرة بناء وطن كما نحلم به بسواعدنا، ونواجذنا، واظافرنا، وعرقنا ودمائنا وبكل ما تتطلّبه المرحلة من تضحيات.
المطلوب هو الثبات ورباطة الجأش والوحدة ورصّ الصّفوف وعدم الاشتراك في خلق حالة الذعر والارباك والرّهاب، ذاك ما يسعى اليه الارهاب وأعداء الحياة.
ليمت الرّئيس وليمت أيّ رئيس، سيبقى وطننا ما بقينا فهو منّا وفينا ولأجله نعيش.