ركرك التاي يا كبدي
الصادق الصغيري
لا يكاد يمرّ يوم دون ان تتحفنا نشرات الاخبار بحصول تونس على معونة مالية او هبة لوجه الله لفائدة جهة او مؤسسة لانجاز احد مشاريعها. الاتحاد الأوروبي يأتي في طليعة الدول الواهبة ثم عدد من الدول كالصين واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا وقطر وغيرها.
ويذهب الاتحاد الأوروبي بعيدا بالقول ان تونس اكثر الدول تلقيا للهبات منه متجاوزة بذلك عددا من الدول الأعضاء به على غرار دول أوروبا الشرقية. ويقول اهل الاختصاص ان هذه الهبات لا تدرج بميزانية الدولة مما يجعلها خارج مجهر الشفافية وخارج مجال الرقابة والدليل على ذلك ان تقارير هيئات الرقابة لا تشمل التصرف في الهبات بانواعها أو ان جهة الرقابة الوحيدة هي الجهة المانحة.
مردود هذه الهبات والعطايا وغاياتها لا يعلمها الا الله وسفراء الدول المانحة. وحتى لا يتواصل هذا الغموض ويكون الامر اكثر نجاعة وشفافية وتركيز لم لا تعمد الدولة الى اسناد كل ولاية من ولايات الوطن العزيز الى دولة معينة تتركز هباتها واعمالها الخيرية فيها؟ فتكون العاصمة مثلا من انظار المانيا ومنوبة من انظار فرنسا واريانة من انظار ايطاليا الخ الخ المهم فقط ان لا تكون الولايات الداخلية من انظار رومانيا واليونان، وهكذا سنجعل الدول الاوروبية وغيرها تتنافس وتترافس بهباتها وعطاياها من اجل تنميتنا وستتقلص جولات السفراء وهدر اوقاتهم الثمينة ويمكن لعديد المسؤولين عندنا ان يشربوا الشاي ويشاهدوا المقابلة بكل اطمئنان.