لا توجد مدارس تتعلّم فيها الشّعوب كيف تثور

عبد اللطيف علوي

قدر الشّعوب أن تتعلّم الثّورة في الميادين وفي السّجون وعلى المشانق وفي أقبية التّعذيب… قدرها أن تتعلّم الثّورة وهي تعدّ شهداءها وجرحاها وخيباتها وتحصي خيانات الثّائرين وتتعلّم الدّروس… قدرها أن تسير الطّريق كاملا وتتعلّم من كلّ خطوة تخطوها وتدفع ضريبة الدّم والدّموع، ليس هناك طريق آخر…
الشّعوب لا تموت!
يمكن أن تمرض وتجوع وتُجهَّل، يمكن أن تضعف وتخاف وتُخْضعَ بالحديد والنّار لفترة معيّنة، يمكن أن تُستَنْزَفَ طاقاتُها في مرحلة معيّنة من مراحل التّاريخ، يمكن أن تُسلَبَ إرادتُها وتُدجَّن لفترة معيّنة، لكنّها لا تموت ولا تندثر!
الشّعب المصريّ لن يموت وإن ظنّ الغافلون غير ذلك، بإمكان الطّغاة أن يرعبوا جيلا أو جيلين بالقتل والتّنكيل، لكنّ الشّعوب قادرة على أن تضحّي وتتجدّد باستمرار، تدفع الضّحايا تلو الضّحايا جيلا وراء جيل حتّى تنضج خبزة الحرّية وتطالها أيدي الجائعين.
مثلما غنّينا ذات يوم مع الشّعب المصري العظيم، في ميدان الحرّيّة، ومثلما بكينا معه ودعونا وهتفنا في رابعة، سوف تأتي ساعة الانفجار القادم لا محالة وتخرج الأرض أثقالها وتبصق أنذالها…
هذه ليست نبوءة عرّاف، هذا حدس شاعر لم يخدعني يوما.
وستكون نهاية السّيسيّ عبرة يستذكرها الطّغاة جيلا وراء جيل.
رحم الله الأسد الشهيد محمّد مرسي، وأخزى قرد الصّهاينة.
#عبداللطيفعلوي

Exit mobile version