لغز التطبيع

نور الدين الغيلوفي

بات التطبيع مع العدوّ الصهيونيّ حقيقة صارخة في بلاد العرب قاطبة وبلادنا خاصّة.. تنقاد إليه دول كاملة بمؤسساتها ومرافقها وثرواتها.. تبني لأجله أنظمة تسلّطيّة علبًا للّيل الحلال😉 على مقربة من البيت الحرام😉
وتشيد به أحزاب تعرف أنها لا ترى النور إلا عبر كوّة الأعداء ولو صارت لشعوبها عدوّة.. يهون الشعب أمام نظرة رضا من دولة الكيان الصهيونيّ..

وتهرول فيه نخب ترقص وتغنّي وتهرف وتكتب لأجل العدوّ أو لموالي العدوّ في الثقافة والسياسة والدين والتطرّف والإرهاب.. وفي التنوير.. تصوّروا معنى تنوير يكتبه مثقّف تقدّميّ يستكتبه محمّد بن زايد آل نهيان أو يستعمله محمّد بن سلمان آل سعود…
وقد بات التطبيع محلّ جذب بين فسطاطين:
فسطاط: يرى فيه سبيل خلاصه وسفينة نجاته وامتحان نجاحه.. يبيع كلّ شيء لأجل رضا العدوّ الذي لم يعد عدوًّا في عرف التنويريين الجدد وأعوانهم…
فسطاط: يناكف الأوّل لشحنه وشحذه كأنّ العدوّ عدوّه وحده لا عدوّ الأمّة كلّها…
أنظمة اتّخذت لها من العدوّ جدارا تثبّت عليه صورتها ولولا الجدار ما ثبتت الصورة..
وأحزاب جعلت رصيدها أنّها حارسة العروبة والقضية من العدوّ مانعة للتطبيع معه..
ومثقّفون يأكلون من صراخهم ضدّ التطبيع والمطبّعين..
إذا اطّلعت على حكاية الأمريكيّ اللبنانيّ جورج نادر عرفت معنى أن يكون عنوان من عناوين التطبيع مستشارا لوليّ عهد الإمارات وصديقا لفاروق الشرع أحد أعمدة النظام السوري الممانع في اللحظة ذاتها..
الوجه مطبّع والقفا ممانع…
Exit mobile version