الطبيب التونسي "لحمة الكرومة المتاكلة ومذمومة"

بلقاسم النعيمي

بمجرد ان نشر احد مواقع التواصل الإجتماعي بيانا منسوبا لعمادة الأطباء يعلن عن تعديل او تغيير في اثمان كشوفات وفحوصات أطباء القطاع الخاص ليس له اي أساس من الصحة (لم نتسلم حتى كتابة هذه الأسطر كتابة او مشافهة ما يفيد (وذلك دأب عمادتنا) التغيير المزعوم) حتى انبرت الألسن والحناجر تسب وتشتم، تشيطن وتقزم وتصف بابشع النعوت أطباء القطاع الخاص.
وعليه ولأنني فرد من قطاع لاكته الألسن واختزلت فيه كل مساوئ الدنيا واخطاء الحكومات المتعاقبة منذ الإستقلال المزعوم أرى نفسي مجبرا على الرد بما أراه مناسبا.
وقبل ان أرد ارى انه من الواجب توضيح بعض الأمور ووضع النقاط على الحروف حتى نكون على نفس الوتيرة ونفس طول الموجة:

1. اولا دراسة الطب هي من اصعب وأعقد الدراسات في بلادنا وهي تستنزف جهدا بدنيا وماديا لا يعلمه الا من انتمى اليه او العائلات التي عانت ذلك (طالب الطب تقريبا شبه محروم من العطل حتى في الصيف هناك تربص اجباري) واطول سنة دراسية هي عند طلبة الطب كما ان معاليم الدراسة (الدراسة مجانية كذب في كذب) مرتفعة ولا مجال لمقارنتها ببقية الدراسات.
2. طلبة الطب هم تلامذة متميزون ونوابغ منذ صغرهم (والتمييز كان دائما اخلاقا بجانب الدراسة) فلا مجال اليوم لفصل الأخلاق بمجرد الحديث عن زيادة في سعر كشف واتحداكم ان تثبتوا العكس وان كان هناك مثال فشاذ والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه.
3. ليس الأطباء السبب في تهميش القطاع العمومي لصالح الخاص وابحثوا عن المستفيد لتعرفو الفاعل.
4. الأسطوانة المشروخة ان الطبيب يدفع فقط 500 دينار ضريبة سنوية هو قول مردود على قائله بالحجة والبرهان فـ 500 دينار يدفعها طبيب عام شهريا دون ان نتحدث عن الضريبة السنوية على الدخل والإتاوة بعنوان مساهمة وو.
5. قطاع الطب الخاص وخاصة عيادات الطب الخاصة الطب فيها مهنة وليس عملا خيريا (خدمت كليت ما خدمتش ما كليتش) والطبيب فيه مطالب بتسديد معاليم كراء وفواتير هواتف وماء وكهرباء واجرة كاتبة واجرة معينة للتنظيف.
6. الطبيب ليس حرا وليس هو المسؤول عن تحديد تسعيرة الكشف بل هناك هيكل منظم للقطاع وهو عمادة الأطباء.
7. ليس للطبيب الحق في تخفيض تسعيرة كشفه (التي تحددها العمادة) لأنه سيدخل تحت المساءلة القانونية بدعوى المنافسة غير الشريفة ولكن له الحق في اسداء جل او بعض خدماته مجانا ان اراد ذلك.
8. مسؤولية الطبيب مسؤولية جسيمة وبينه وبين مريضه عقد اخلاق لا عقد نتائج ولكن بمجرد عدم حصول المرجو (من المريض) تنقلب الآية ويصبح العقد عقد نتائج وحتمية الشفاء ولا شيء غيرها وكم من زميل قبع في السجن. من تسجنه مهنته؟؟؟
9. لو كان هناك ادنى مراعاة لسلم التاجير ولسنوات الدراسة والعلم ما تجرأ من هب ودب ان يسب طبيبا. للتذكير فقط في تونس دخل الطبيب هو من بين الأسوأ في العالم رغم ما يحظى به القطاع من سمعة طيبة (السياحة الطبية) ولا تذكروا لنا دخل بعضهم فهم شواذ والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه.
10. الطبيب وقته ليس ملكه ومطلوب منه الأجابة على هاتفه مهما كان الزمان او المكان.
11. ليس بامكانك ان تناقش جزارا او عطارا في ما كاله او زنه فانت طبيب (دز فيهم بالبالة) وان صادف وفعلت فانت “جيعان وقديدة”.
12. ليس من حقك ان تستعمل وسائل النقل العمومي وان فعلتها فهي الفضيحة التي ما بعدها والتي ستنسف سمعتك المهنية الى الدرك الأسفل من الإحتقار.
13. عيب ان تدرس ابنائك في المدارس العمومية والعيب الأكبر ان لم يكن ابنك او ابنتك الأول (ى) على المدرسة فهذا امر غير مقبول وكارثة معرفية تفتح لاجلها اذاعات قالو وجرائد التقطيع والترييش.
14. ان اردت ان تشرب قهوة فما عليك الا ان تدير مفتاح سيارتك وتبتعد على الاقل مسافة 25 كم عن مكان عملك ماذا والا كنت اضحوكة القاصي والداني فانت ملائكة والملائكة لا تختلط بالشياطين.
15. في كل شيء عليك ان تكون أحسن منهم الا الأتعاب فتلك قصة اخرى لو استطاعوا لجعلوك تعيش على الأعانات.
16. أليست هذه سكيزوفرينا.

مهنة الطب ككل القطاعات في هذا البلد مسها الفساد بل واستشرى فيها ولم لن يكون يوما حكرا عليها. بالله عليك يا من تشتم وتسب وتشيطن الم تصادف يوما طبيبا انسانا؟ كما صادفت معلما انسانا ومحاميا انسانا وقاضيا انسانا أمثله يشتم والمثل التونسي يقول: “على جال عين تتذارى 100 عين”.