ساروت سورية
خالد أبو صلاح
لا تقولوا عن عبد الباسط جيفارا سوريا، بل هو ساروت سورية علم لا يحتاج التعريف بأي علم.
لا تقولوا لأمه خنساء سوريا، بل هي أم وليد السّورية، التي ستكون رمزا للتضحيات والصبر في تاريخنا الحاضر.
أحاول أن أقنعها منذ الصباح بأن نُخرج آخر أبناءها السبعة حسين، ليسكن معها في تركيا ويعينها على تربية أبناء بكرها وليد، فتقول لي أمام رفاق عبد الباسط: هي لن تجبره على شيء ولن تحرمه خيار القتال إن أراد، واللحاق بركب أخوته.
أيّ أمّ أنت يا خديجة، وأيّ صبر تحملين، ست شهداء من الأبناء وأربعة أخوة، واثنان من الأحفاد..
حريّ بالخنساء بأن تكنّى بك ..
كل هذه التضحيات ولم تكسر أم وليد، فلا تجعلوا فقد عبد الباسط، يكسركم.
فسوريا ستبقى واقفة كما أراد لها السّاروت رغم كلّ الجراح النازفة، واقفة وشامخة كشموخ أم وليد السورية أمّ السّوريين جميعا ورمز تاريخهم وتضحياتهم المعاصرة.
احزنوا واذرفوا الدموع سخية ولا تمسكوها، ولكن حذار أن تتخلوا عن قضية الساروت التي استشهد من أجلها.
في قلب كل سوري حر اليوم مأتم وبيت عزاء، ولطالما أنشد الساروت مستشرفا هذا المآل..
سنزفك شهيدا يا حبيبي وتشيعك قلوبنا ودموعنا ونعاهدك بدمك ودم أخوتنا الشهداء أن نتابع على طريقك طريق الثورة التي لاتباع ولا تشترى ولا تفتر ولا تهدأ مهما غلت الأثمان.