صالح التيزاوي
عادل جبير يقول: الإسلام دين وسطي جغرافيّا وتاريخيّا.. ولا يبيح قتل الآخر.. الأمر كذلك. ولكن هل يبيح تقطيع أوصال البشر بالمنشار؟! وبما أنّه دين وسطى وأنتم تحبّون الوسطيّة.. فلماذا تلاحقون دعاة الوسطيّة وعلماءها وتحرّضون عليهم ؟ ثمّ ماذا تفعل بلادك في اليمن؟ هل تنشر ثقافة الحياة مثلا؟ أم تنشر الثّقافة الوسطيّة؟ هل تبني المدارس والجامعات والمستشفيات؟ هل تبني الجسور وتعبّد الطّرقات؟ كم طفلا في اليمن قتلت بلادك؟ وكم نفسا بشريّة أزهقت؟ وكم أنفقت على ذلك من أموال الشّعب السّعودي؟ لو أنفق بعضها على إعمار اليمن لجعله سعيدا كما كان وقبل أن تكونوا…
عادل جبير يعيب على إيران عدم احترامها مبادئ حسن الجوار!! فهل احترمت بلادك مبادئ حسن الجوار، عندما حاصرت جارتها “قطر” في شهر رمضان المعظّم منذ عامين، ومازال الحصار متواصلا إلى يومنا هذا؟ ويعيب على إيران نشر التّطرّف والإرهاب..!! فماذا تفعل كتائب ومليشيات السلفيّة “الجاميّة والمدخليّة” وهي صناعة سعودية في البلاد العربيّة؟ هل تنشر ثقافة الحياة وقيم الإعتدال والتّسامح؟!
ثمّ يعيب عليها تدخّلها في الشّؤون الدّاخليّة للدّول العربيّة ويعتبره سلوكا معيبا يتنافي مع مبادئ الإسلام !!
فأيّ مبادئ الإسلام تبيح لكم دعم الإنقلابات العسكريّة والثّورات المضادّة في بلاد العرب لإغراقها في الفوضى والحروب الأهليّة خوفا من عدوى الحرّيّة وهي قيمة إسلاميّة أصيلة؟
أمّا البيان الختامي للقمّتين فقد جاء يدين الأعمال الإرهابيّة التي تعرّضت لها الإمارات والسّعوديّة!! وماذا عن الأعمال الإرهابيّة التي يتعرّض لها الشّعب الفلسطيني؟ وماذا عن القتل الذي يتعرّض له أطفال اليمن؟ أليس إرهابا؟! فمن كتبت له النّجاة من القنابل والصّواريخ لم تمهله الكوليرا…
وأمّا بمناسبة للحديث عن مبادئ الإسلام التي كان يقحمها في حديثه بمناسبة وبغير مناسبة فنودّ أن نحيله على أعظم مبائ الإسلام التي تضمّنتها وصيّة الرّسول الأكرم لأمّته في خطبة الوداع من على صعيد عرفات بمكّة المكرّمة قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: “أيّها النّاس إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا.. في شهركم هذا.. في بلدكم هذا”؟!!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.