اليسار وكيف تكون فاشلا جيدا ؟!

عبد المجيد المخلوفي

بعيدا عن الـتأسيس الذي سبق الحزب الدستوري نفسه على يد شيوعي إيطالي “فينو دوري” وكان أول حزب شيوعي تونسي فرعا من الحزب “الأم” في فرنسا “البلد الأم” الاستعماري..
الحركة الشيوعية فيما بعد عرفت انقسامات تمثل صدى لانقساماتها دوليا بين مناصر للاتحاد السوفياتي بفرعيه الستاليني المنادي بتركيز الثورة أولا والتروتسكي المنادي بتصديرها وبعد الثورة الصينية 1949 ظهرت مجموعات موالية للصين التي تملصت من مركزية موسكو.. كانت النقاشات ثرية ومؤسسة وتستند لمعطيات موضوعية مفهومة حول الدولة الوطنية وأسبقية الديمقراطية على الوطنية أم العكس وتطورت إلى نقاشات أخذت منحى أكثر عمقا مع روزا لوكسمبورغ حول دور الحزب الطليعي ووو..
المهم كان هنالك أساس للانقسام والتشظى ينم عن تطور في الوعي وصعوبة الاختيارات الايديولوجية ولكن كل ذلك انتهى الصين تنفتح ببوابات رأسمالية رهيبة وتتعامل مع “العدو الايديولوجي الامبريالي الأمريكي” تجاريا وعسكريا وصناعيا والاتحاد السوفييتي تشظى إلى عديد الدول المستقلة ولم يصمد امام الهجمة “الغربية الامبرالية” التي أثخنت فيه خاصة بفعل الدعاية المضادة وألبانيا التي حكمها “إيدول حزب الوطد” أنور خوجا هي آخر الأمم وفي أوروبا أصلا بعد الاحباطات الاقتصادية والاجتماعية وكذا الأمر بأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية حتى أصبح الحديث عن الشيوعية في زمن العولمة (وهذا لا يعني أن العولمة أفضل) من سبيل الدعابة والسخرية..
المسألة التي تطرح مالذي يجعل شخص كمنجي الرحوي يختلف مع شخص كحمة الهمامي… علما وان اليسار والجبهة لعبا دورا كارثيا في الثورة التونسية.. يسار تجاوز الاحتجاجية للفوضى الخلاقة التي أطاحت بحكومات منتخبة لأول مرة وإعادة المنظومة القديمة على طبق من ذهب.. (جبهة الانقاذ واعتصام الرحيل) حيث قام اليسار من داخل اتحاد الشغل بعملية “الإفشال” وأهدى ثمارها للمنظومة القديمة… ماذا بقي حتى يختلف اليسار وتنحل “جبهته” بضربات داخلية ؟؟ هو ليس اختلاف حول المرحلة أو دور الدولة أو الاقتصاد الاجتماعي ؟؟ هو ليس خلاف حول العلاقات الخارجية لتونس سيما بالكيان الصهيوني أو دوائر المال العالمية… هو ليس اختلاف حول نمط التنمية المستقبلية… هو مجرد “لعب عيال” مع الاعتذار على المصطلح حول من سيكتب في التاريخ ممثلا لليسار في استحقاق الرئاسة القادم. فقط.. وهم أعلم الناس أنهم يتخاصمون حول أمر ليس لهم فيه ولو نسبة ضئيلة جدا من النجاح.. لكم الله يا قواعد اليسار..

Exit mobile version