حوار مع تلميذي الشيوعي

ليلى حاج عمر

حين حدّثني عن تجربته في إحدى التنظيمات الشبابية الشيوعية قلت له: هل فعلا مازالوا يحفّظون الشباب المنتمي إليهم الكرّاسات القديمة؟
أجابني: أجل. ستالين صنم معبود لا قبله ولا بعده. وحفظ أقواله واجب وشرط للبقاء في التنظيم.
قلت: ولكن هذا يجوز في الثمانينات وبعدها قليلا.. ربما.. أمّا الآن.. لقد تغيّر العالم. هوت أصنام وسقطت جدران وتغيّرت خرائط وقامت زلازل وهوت نظريات وقامت أخرى واندلعت حروب وانفجرت ثورات. كلّ هذا جدير بمراجعات حقيقية.
قال: لذك انسحبت. لم أستطع تحمل كلّ تلك الوثوقيات. إنهم يطلبون مني عدم التفكير فلم أستطع. واستقلت.
قلت: توريث تلك الوثوقيات يجعل أملي في الجيل الجديد من شباب اليسار ضعيفا. هذا محزن حقا فنحن بحاجة هنا إلى يسار حقيقي يحدث توازنا في خضمّ الانسياق وراء خيارات ليبيرالية متوحشة حقا. انظر الاتجاه إلى الخوصصة في التعليم العالي مثلا أين ستدرسون مستقبلا. كل هذه المسائل المصيرية تحتاج شبابا يقظا متحرّرا من هذه الزنازين الفكرية.
قال: سأروي لك يوما تفاصيل كثيرة. وستدهشين. هناك محاكمات تقام لمن يختلف معهم أو يرفض الانضباط للقرارات.
قلت: أعرف الكثير منها. هي نفسها التي عاشها جيلي في الثمانينات. لذلك أفهمك.

Exit mobile version