الرجل الذي عضّ كلبًا
نور الدين الغيلوفي
عن إعلام لا يعلم شيئا
إنّه موسم التكفير يا حضرات…
الانتخابات على الأبواب.. تحتاج أبوابها إلى مفاتيحَ تفتحها.. وقد كلّف بعض الأخفياء الإعلام بفتح الأبواب له.. فكيف تراه يفتحها؟
نحن بين أيدي إعلام كسول لا احترافية له.. يريد دخول الأبواب جميعها بلا مفاتيح.. إعلام يأكل من غير كدّ.. لا يحبّ العمل ولا يعرف التجديد.. أقصى عمله أن يرويَ خبر الرجل الذي عضّ كلبا.. فإن لم يجده كذَبَه ولم يرعَوِ..
وفي السياق الذي نحن فيه يكتفي هذا الإعلام الباهت بتكرير القديم وتدوير “البايت”.. وليس أشبه بقصة الرجل والكلب غير كتيبة تكفيريين تغزو مقهى مفتوحا في شهر رمضان بمدينة رادس.. وليس أكثر قابلية للتوظيف من بعبع التكفير يلجأ إليه هؤلاء الجهَلة، في أوقات الذروة السياسية… وهم في ذلك إنّما يبحثون عن مثير لا يثير وخبر يملأون به صفحات خرقهم.. يرفعون به ترسّبات الأمية والعجز والعِيّ التي صارت عنوانا لهم وعلامة عليهم.. وفي أثناء ذلك يترجمون سخريتهم من الناس واستخفافهم بعقولهم.. وما ذلك إلّا لأنّ جميع الناس لدى هؤلاء هم تكفيريون ما لم يثبتوا عكس ذلك.. وهم في ذلك إنّما يستنسخون ثقافة التكفيريين وأخلاقهم.. كلاهما جاهل بما يخوض فيه سطحيّ في تناوله يضيق صدره بمن خالفه.. يمرّ إلى السرعة القصوى فيشهر سلاحه في وجه كل آخر له…
إنّه ليس أكثر تكفيرا من إعلاميين لا يفهمون من الإعلام شيئا.. يسوقون أخبارا موبوءة لإثارة الرأي العام ولبثّ البلبلة وزرع الرعب بين الناس حتّى كأنّ كلّ مشكلة الشعب التونسيّ مقهى مفتوح يهاجمه حمقى لم يعرفوا غير العنف يتداولونه…
بعيدا عن تفاصيل ما حدث وعن حقيقة ما جرى نقول إنّ القائمين على الإعلام في بلادنا إن هم إلّا “كمشة”جهلة لا يعرفون للخبز معنى إلّا بعد أن يغمسوه في دم التونسيين أو شرفهم أو أمنهم…
تخيّلوا بلادنا تبرأ من تلك الوجوه زمنا.. لا شكّ في أنها ستعرف طريقها إلى التعافي…
اللهمّ عافِنا.