أي فائدة نجنيها من التشكيك فيما يسمى الهولوكوست؟

أحمد القاري

هي مقتلة رهيبة قام بها النصارى ضد اليهود. وهي تثبت أن القرن العشرين قرن دموي مظلم. وأن الحضارة الأوربية لا تعترف بالآخر ولا تتحمله ولا تقبله إلا على مضض. وإلا إذا كان ضعيفا في الهامش.
الهولوكوست نتيجة مباشرة لانتشار الداروينية الاجتماعية التي نقلت الانتقاء الطبيعي المزعوم من الطبيعة إلى الدولة. فالتخلص من الأعراق السيئة تم في نفس الوقت مع قتل المعاقين والغجر وأطفال الأقليات والأطفال المصابين بالأمراض.
تنقية المجتمع الألماني مما اعتبر شوائب بشرية تم بشكل منظم وموثق وشاركت فيه كل أجهزة الدولة من إدارة وأطباء وممرضات وعلماء فيزياء وبيولوجيين ومؤسسات صناعية وشركات نقل إضافة إلى الأمن والجيش طبعا.
التصفية العرقية فكرة ومذهب اعتنقته أمم أوربا بشكل متفاوت. ومورس على نطاق واسع في ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وفي كل الأراضي التي سيطرا عليها. لكنه مورس أيضا بأشكال مختلفة في كل بلدان الغرب وخاصة التعقيم الإجباري للأقليات.
المطلوب أن تطلع شعوبنا بشكل مفصل على ما تم خلال القرن العشرين من فظاعات. لكي تتخلص من عقدة الغربي الإنساني اللطيف الذي ينشر السلم ويوزع الحلوى حيثما حل.
قرأت عدة كتب تتحدث عن تفصيل الحملات التي تمت ضد اليهود وغيرهم من النازيين والفاشيين. وما يرد فيها كاف ليجعل أمم أوربا مجللة بالعار لقرون عديدة.
الهولوكوست جزء من التنكيل الأوربي بالأمم الأخرى. ويجب أن يكون مجلدا ضمن موسوعة الإرهاب الأوربي جنبا إلى جنب مع ما قامت به فرنسا في الجزائر وبلجيكا في الكونغو وبريطانيا في الهند على سبيل المثال لا الحصر.
وغالبا ستكون موسوعة الإرهاب الأوربي مكونة من مئات المجلدات.

Exit mobile version