عبد اللّطيف درباله
جوقة بروباغندا إعلام يوسف الشاهد التطبيليّة تروّج لكون الشاهد هو المستهدف الأوّل من حسابات الفايسبوك المزيّفة.. التي كشفت شركة فايسبوك الأمريكيّة أنّ شركة إسرائيليّة تديرها بتونس.. وأنّها تهدف إلى التأثير على الرأي العام في بلادنا.. وإلى التدخّل في نتيجة الانتخابات القادمة.. معلنة أنّها أوقفتها ومنعتها من الشبكة..!!
جوقة إعلام الشاهد التي احترفت الترويج له زورا وبهتانا بكلّ الطرق.. لم تترك كعادتها فرصة لتلميعه وتبييضه ولو كذبا إلاّ استغلّتها..
ومن ذلك إستغلالها لمسألة حسابات الفايسبوك الصهيونيّة المزيّفة بتونس.. لاظهار أنّ الشاهد هو الضحيّة الرئيسي في العمليّة.. وأنّه المستهدف الأوّل من المخابرات الإسرائيلية.. ومن دولة بني صهيون..!!
وكأنّ الشاهد عرف عنه النضال الكبير ضدّ الصهاينة..!!
أو أنّه يمثّل قوّة مقاومة لدولة إسرائيل..!!
أو أنّه اشتهر بتنسيقه ليلا نهارا مع المقاومة الفلسطينيّة..!!
أو كأنّ للشاهد مواقف معروفة أو جريئة تذكر مناهضة لإسرائيل..!!
أو أنّ خطاباته وأعماله غارقة في العروبة والقوميّة.. ولا تخلو من مهاجمة الكيان الصهيوني وإعلان الحرب ضدّه في كلّ مناسبة..!!!!
ههههههههههه !!!
الحقيقة أنّه على العكس من ذلك.. فإنّ إسرائيل لا تجرأ على محاربة أو مقاومة أو مناهضة رئيس حكومة مثل يوسف الشاهد أبدا..!!
لأنّ سياسة إسرائيل العليا هي إضعاف الدول العربيّة والإسلاميّة.. وإنهاكها وتفكيكها.. وذلك بالمحافظة على تخلّفها وعجزها وإفلاسها..
وهي لهذا تعمل دائما على أن يكون قادة الدول العربيّة والإسلاميّة منعدمي الكفاءة.. وفاشلين وعاجزين.. لا يقدرون لا على إدارة دولة.. ولا على تطويرها.. ولا على تحقيق تقدّمها وازدهارها.. حتّى لا تصبح تلك الدول قويّة وفاعلة.. ويمكنها بالتالي تهديد مصالح الكيان الصهيوني..!!!
ومن هذه الناحية فإنّ يوسف الشاهد تتوفّر فيه المواصفات المطلوبة وزيادة.. طالما هو يسير ببلاده بسياسته الفاشلة إلى العجز والافلاس والإنهيار.. ويتّجه بها سريعا نحو الهاوية السحيقة.. بفعل انعدام رؤيته وخبرته.. وافتقاده الكفاءة لحكم بلاد برمّتها.. وعجزه عن إدارة الدولة والنهوض بها..!!!
فلماذا تكلّف اسرائيل نفسها صرف المال وبذل الجهد لمحاربة يوسف الشاهد على الفايسبوك.. ومحاولة حرمانه من النجاح في الانتخابات.. والحال أنّها مطمئنّة بذلك تماما على المستقبل المظلم والمصير السيّء لتونس في ظلّ قيادة يوسف الشاهد الخائبة لها..؟؟؟!!!
وزراء ومستشاري يوسف الشاهد.. وقيادات حزبه “تحيا تونس”.. عبّروا أيضا عن غضبهم.. وتعجّبهم.. واستهجانهم.. لعدم مبادرة أيّ حزب أو شخصيّة سياسيّة بإعلان تنديدهم بإقدام إسرائيل على استهداف رئيس الحكومة الشاهد والإساءة إليه عبر صفحات فايسبوك مزيّفة ومدفوعة الأجر..
وقال جماعة الشاهد أنّ ذلك عيب..!!
وأنّه مهما تكن الخلافات والمنافسات مع الشاهد.. فإنّه يمثّل تونس.. وهو رئيس حكومتها.. وإنّ مهاجمته هي مهاجمة لبلادنا.. واستهدافه هو استهداف لرموز البلاد.. وبالتالي فقد وجب التضامن معه وإعلان مساندته من كلّ القوى السياسيّة حتّى المعارضة له..!!!!
أي نعم..!!!
لكنّ جماعة الشاهد ووزرائه ومستشاريه وقيادات حزبه لم يتساءلوا أصلا.. وفي المقابل.. كيف أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحكومته لم يصدروا بدورهم أيّ موقف رسميّ اتّجاه ما تمّ الكشف عنه من مؤامرة إسرائيليّة للتلاعب بالرأي العام التونسي والتأثير على نتيجة الانتخابات القادمة..؟؟!!
والحال أنّ من نقل الخبر هي قناة “سي أن أن” وغيرها من وسائل الإعلام المعروفة والجادّة.. استنادا إلى مصادر رسميّة بشركة فايسبوك نفسها.. مع تسمية اسم الشركة الإسرائيليّة المتّهمة بدقّة..
وهو ما يعني أنّ الخبر مؤكّد وجادّ..
وكان على الحكومة التونسيّة أن تتّخذ موقفا قويّا.. وأن تندّد بما أقدم عليه الكيان الصهيوني.. وأن تفضحه في العالم..!!!
وهو نفس ما كان ينبغي على وزارة الخارجيّة التونسيّة العاملة بتوجيه رئيس الجمهوريّة أن تفعله أيضا..
لكنّ الحكومة ورئيسها يوسف الشاهد ورئيس الجمهوريّة الباجي قايد السبسي.. انتهجوا “صمت الخرفان” اتّجاه الجريمة الإسرائيليّة في حقّ سيادة بلادنا.. وضدّ العمليّة الديمقراطيّة بتونس..!!!
فهل أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد لا يجرأ هو على مجرّد التنديد بإسرائيل وانتقادها علنا.. لكنّه يطلب في المقابل تنديد الأحزاب والشخصيّات السياسيّة الأخرى بإسرائيل مساندة له..؟؟!!
من جهة أخرى فإنّ جماعة يوسف الشاهد التي تشتكي “زعمة زعمة” من استهداف صفحات فايسبوك مزيّفة ومأجورة إسرائيليّة لشخص رئيس الحكومة.. لم تخبرنا بدورها كم تمتلك جوقة بروباغندا إعلام يوسف الشاهد (هي نفسها) من صفحات فايسبوك مزيّفة.. ومدفوعة الأجر بسخاء للمشرفين عليها.. وصرفت عليها الأموال الطائلة للإشهار على الشبكة.. بغرض الترويج ليوسف الشاهد وتلميعه وتزيين أعماله.. ومحاولة إقناع المواطنين زورا بنجاحه السّاحق في حكمه.. وكذلك تخصيص تلك الصفحات لمهاجمة منافسيه في الانتخابات.. وتشويه خصومه السياسيّين.. ولنشر الأخبار والمعلومات والأرقام والإشاعات الزّائفة والكاذبة..؟؟؟!!!