ليبيــــــــــــــــا..
محمد ضيف الله
هذا الاسم جديد أطلقه الطليان منذ قرن تقريبا، وقرن في عمر البلدان لا يساوي شيئا يُذكر. قبل ذلك كان الاسم هو طرابلس، مثلما أن تونس كانت ومازالت تطلق على البلاد التونسية. مع الفرق وهو أن طرابلس لم يكن نفوذها يمتد على كامل ليبيا الحالية، كانت هناك فزان جنوبا وإقليم برقة شرقة وطرابلس غربا. وكان إقليم برقة ميالا إلى مصر بقدر ما هو قريب منها وكانت طرابلس ترنو غربا نحو تونس.
عندما اعلن الملك إدريس السنوسي استقلال إمارة برقة في 1949 لم يكن في نيته ضم طرابلس / ليبيا التي استقلت في 1951، وما أثر عليه هو الحركة الوطنية الليبية فتم إعلان المملكة الليبية المتحدة. بمعنى أنه بين ذلك التاريخ وسقوط القذافي مرت 60 سنة فقط وهي فترة وجيزة جدا في عمر البلدان، لا يمكن أن تترسخ خلالها تقاليد الوحدة والاندماج الوطني.
ومن هذه الزاوية فإن ما يجري في ليبيا الآن هو قتال بين الشرق والغرب، لن يسفر عن العودة بالبلاد إلى عصر القذافي ولا حتى عصر الملك إدريس السنوسي وإنما إلى ما قبل فترة التوحيد. وبقدر ما تراق من دماء بين الجانبين بقدر ما تتسع الهوة ويترسخ الانقسام بين الشرق والغرب إلى أجل غير محدود.