بشرى تلعب في الغميضة

عبد القادر الونيسي

بعض الطيبين هللوا لسحب مشروع “لجنة بشرى” لتغيير نظام الإرث.
أيها الطيبون المشروع دخل في لعبة الغميضة مع الشعب وسيختفي مدة الإنتخابات بطلب من النخبة السياسية ليعود بعدها إن لم يفرز الصندوق نخبة مغايرة.
نفاق عموم النخبة السياسية فضحه قانون الإرث. منذ مدة وهم يجاهرون بعدائهم للنص القرآني المتعلق بالإرث ويعلمون المعارضة الشعبية التي يلقاها.
نخبة تحمل هموم مستأجريها ولا تحمل هموم شعبها. تعلم أن الشعب سيعاقبها إن مررت نظام الإرث الجديد فآختارت خداع الشعب حتى تمر الإنتخابات.
الموقف الوحيد الثابت إلى حد الآن من القانون سئ الذكر هو موقف النهضة الرافض.
إن كنت لا أستغرب موقف الجبهة الشعبية المعادي فطريا للدين إلا أني تفاجئت بموقف بعض من كنا نعدهم من أنصار هوية الشعب العربية الإسلامية.
نخبة لا تحترم شعبها ولا توقر دينه وعقيدته بل تمعن في إيذائه من خلال المس والتشكيك في شعائره التعبدية.
بعيدا عن العاطفة أعملنا العقل والمنطق في نظام الإرث رغم يقيننا بعدالته فوجدناه محابيا للمرأة التي ترث في جميع أوجه الإرث عكس الرجل الذي تحجبه ولا يحجبها فقلنا هذا لا يكون إلا من لطف الله بالمرأة وجبرا لخاطرها على ما لاقته من ضروب الإضطهاد على مر العصور.
المس من نص قطعي سيفتح الباب على بقية النصوص المؤسسة حتى تنقض عرى الدين واحدة بعد الأخرى فمن نجح مرة في هدم أحد الفرائض فلن تعييه الحيلة ليأتي على البقية.
في الختام أقول لجماعة “معيز و لو طاروا” أن عقيدة المسلم تقر بان المال لله فهو يعطيه لمن يشاء وكيفما يشاء ومن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.