فخامة ألقابه لا تحصنه ..
عبد القادر عبار
1. في الجزء الأول من كتاب “Bourguiba à la conquête d’un destin” الصادر عن دار مجلة “jeune Afrique livres”.. في 1988 لصوفية بسيس وسهير بلحسين… جاء في الفصل الأول بعنوان “طفولة كالآخرين” تعريف غريب وعجيب ببورقيبة.. يقول : “en albanais.. Bourguiba signifie le Prisonnier”
أي : بالألبانيّة.. كلمة بورقيبة تعني “السجين”. فجعلوه رمزا وعلما على السجن وكأنه لم يسجن أحد قبله ولا بعده !!.
2. “فقلنا اضربوه ببعضها..”
مظلوم بني إسرائيل الذين حاولوا بكل الوسائل التستر على قاتله وإخفائه عن العدالة.. دلت على قاتله رمْيةٌ بقطعة لحم بقري.. لان الدمّ المهدر ظلما وعدوانا لا ينام ولا ينسى.. ويظل يلاحق صاحبه حتى يفضحه، حتى قيل قديما “ياقاتل الروح.. وين باش تروح”..
إن وجود الجاني (مباشرا كان أو آمرا أو وسيطا أو مساهما) تحت الأرض في برزخ الأموات لا يعفيه من التهمة والمحاكمة.. كما أن فخامة ألقابه لا تحصنه من المثول أمام العدالة.. مادامت هناك همة لتفعيل قاعدة “ما ضاع حق وراءه طالب..”.
3. ضرس من ذهب.. كشفت عن المجرم بعد 15 عاما
في ألبوم الجرائم اليومية التي تحصل في فرنسا بدوافع مختلفة.. أعلن قبل اكثر من 30 عاما عن اختفاء شابة.. (حيث قتل شاب صاحبته واخفي جثتها في احد الأحراش المتاخمة للبحر..) وعندما يئست الدوائر الجنائية من البحث عن الجاني ومعرفة مكان الجثة اغلق الملف وسجل الحادث ضد مجهول.. لكن بعد 15 عام بينما كان احد السائحين يتنقل بين الأحراش لفت نظره بتأثير من شمس الظهيرة شعاع ينبعث من جُرْم ذهبي صغير لمّاع فالتقطه فاذا هي سن ذهبية فارتاب في أمرها مما دفعه الى إبلاغ الأمن ومن ثم فتح الملف من جديد وانطلقت الأبحاث وتم الكشف عن مكان الجثة وتعرفوا على الضحية والمجرم.. الذي ظن انه قد نجا وان القضية قد نساها اصحابها.
4. فكيف بمن دلت الشواهد والشهائد والوقائع والشهادات على تورطهم ودورهم في جريمة إنهاء حياة خصم سياسي مغترب واغتيال رمز وطني رأوا فيه منافسا صادقا وصلبا قد يدحرج عزيزهم عن سدة الحكم وينغص على كبيرهم تحقيق حلم الانفراد بالزعامة.