هل المنطقة مقبلة على حرب ؟
زهير إسماعيل
هناك نُذُر حرب واضحة هذه الأيام، ولسنا نعني التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران فحسب، وإن كانت من علاماتها. وإنّٰما عنينا الجبهة الفلسطينية والجبهة اللبنانية. وما حدث من تصعيد بين المقاومة في غزة وقوات الاحتلال في الأسبوع الفارط مؤشر على هذه الحرب المتوقعة.
تصريح غير مسبوق للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة عقب التوصل إلى هدنة بعد التصعيد الأخير قال فيه إنّ المواجهة الخاطفة على مدى يومين بين المقاومة والاحتلال هي عبارة عن مناورة بالذخيرة الحية استعدادا لمعركة قادمة. ونبه إلى أنّٰ الجولة الأخيرة كادت تتحول إلى معركة شاملة، قال: كان تفصلنا ساعات قليلة جدا لقصف تل أبيب.
وتشير بعض التقارير إلى أنّٰ للمقاومة في عزة وجنوب لبنان قوة صاروخية ضاربة، وقد قدمت حماس والجهاد بروفة لهذه القوة في التصعيد الأخير وهو ما حدا بإسرائيل إلى المبادرة بالهدنة تفاديا لمعركة لم تختر توقيتها. ولا تريد أن تكون في مجالها، لذلك تجتهد في جرّ ترامب إلى حرب شاملة على إيران وفي أراضي إيران ومجالها الحيوي، وهو ما سيربك المقاومة ويمكّن إسرائيل من مباغتتها وفرض الحرب عليها في مواقعها. وتعلم إسرائيل أن المقاومة انطلاقا من غزة ولبنان ستعتمد القوة الصاروخية الرهيبة لتدمير المنشآت الحيوية وشل الحياة، وتكون الأنفاق طريقا إلى العمق ودخول المدن وفرض حرب شوارع والسيطرة على نقاط قوة العدو ومحاولة شل حركته…
يشار إلى تنسيق عال بين حزب الله والمقاومة في غزّة، وفي هذا السياق تأتي المبادرة بتشكيل غرفة عمليات موحدة للفصائل في غزة. لذلك فإن هذه الحرب إذا اندلعت بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية فهذا يعني أن الحلف الأمريكي الصهيوني وأذنابه من العرب الصهاينة من آل سعود وآل زايد قد اختاروا المبادرة بالهجوم في الجبهة الإيرانية تمهيدا لهجوم على الجبهة اللبنانية الفلسطينية.
وإذا كانت البداية باندلاع الحرب بين المقاومة والاحتلال فذا يعني ان حرب هجومية من المقاومة تريدها منعرجا كبيرا في الصراع مع الاحتلال. وهي حرب سيكون لها تأثير عميق على بنية المقاومة وطبيعتها باتجاه تجذير العضوية، وعلى مستقبل الاحتلال، وملامح المنطقة القادمة (نبوءة الشيخ أحمد ياسين).
وسيمتد هذا التأثير إلى إعادة فرز في التحالفات والمحاور وأفقها الموصول بتحسس علاقة جديدة بين المجالات الثلاثة المتجاورة (عرب، ترك، فرس) في مواجهة (صهيون، روس، أمريكان). العرب ممثلون في الحلفين: في الحلف الإيراني التركي تمثلهم المقاومة وفي الحلف الصهيوني الأمريكي الروسي تمثلهم السعودية والامارات.
اندلاع الحرب قد لا يتجاوز الصائفة القادمة، بحسب بعض المؤشرات، وقد تتطور إلى حرب “عالمية ثالثة” إذا انطلقت في الخليج بين الأمريكان وإيران… نتنياهو مصرّٰ على جرّ الأبله ترامب إلى حرب ترضي وسواس نتنياهو التوراتي التلمودي.