ما أرحمهم وما أرقّ مشاعرهم !!
صالح التيزاوي
السّعوديّة تقرّر عقوبة لمن يؤذي حيوانا بالضّرب والتّجويع ! فمن يستطيع الآن أن يفتح فمه ولو بكلمة و يتّهم حكّام السّعوديّة بالقسوة والفظاظة وبمعاداة حقوق الإنسان؟ فيض مشاعرهم الإنسانيّة غمر حتّى الحيوان.. وذلك عين ماجاءت به الأديان وأقرّته شرائع حقوق الإنسان.
أمّا حكاية سجناء الرّأي والنّشطاء والنّاشطات في مجال الحقوق والحرّيات والتّحرّش بالمعتقلات وخبر قطع الرّؤوس بالجملة ونشر آخرين بالمنشار، فذلك محض افتراء يروْج له أعداء المملكة.. معاذ اللّه أن تنتهك حقوق الإنسان.. الأمر لا علاقة له بالرّأي، كلّ ما في الأمر أنّهم استحقّوا العذاب بسبب تحرّشهم بالحيوان!!! ومن يتحرّش بالحيوان فهو أهل للعذاب. وعلى الضّفّة الأخرى في الإمارات، امتدّت أنابيب المشاعر الإنسانيّة الفيّاضة، لتوقف مشروعا للتّهيئة العمرانيّة لأنّهم اكتشفوا أنّ طائرا اتْخذ لنفسه بالفلاة عشّا، فأبت عليهم مروءتهم التي يشهد عليها أطفال اليمن، أن يقلقوا راحته وأن يفصلوه بالقوّة الغاشمة عن بيضه، فأمهلوه حتّى يفقص بيضه.. وفي نفس اليوم كانت المعارضة الإماراتيّة علياء عبد النّور هناك في إحد سجون أبو ظبي، بعد أن انتزعوها من حضن أسرتها بتهمة تمويل الإرهاب، كانت هناك في غياهب السّجن تلفظ أنفاسها، لم يمهلها سرطان الثدي أيّاما أخرى بعد أن حرمتها سلطات الإمبراطوريّة الصّغيرة الرعاية الصّحيّة… أبعد هذا البهتان بهتان؟! يقتلون أطفال اليمن ويقتلون مواطنيهم في السّجون بلا رحمة ولا شفقة ويزايدون على جمعيّات الرّفق بالحيوان!!
عندما يصبح البشر أقلّ شأنا من بيضة طائر في الفلاة فاعلم أنّك في بلاد العربان!!