كان من أفضل اصدقائي رغم اختلافنا الفكري وبقيت صداقتنا إلى زمن قريب عندما محاني من قائمة اصدقائه لأنه لا يقبل الرأي المخالف.. لا ألوم اليسار على المناورات واستعمال اتحاد الشغل اتحاد الفقراء مطية سياسية لأنه فشل جماهيريا.. لا ألوم اليسار حول موقفه من الديمقراطية التي يراها كذبة بورجوازية تماما كالبرلمانية وحرية الرأي..
لطالما كان شعار الوطد بالجامعة أضحوكة لدى أقل الطلبة وعيا سياسيا وهو يشار ينبني على اعتبار الشعب له “وعي بقري” ولا بد على النخبة الثوراجية و”الطليعة” الحزبية أن تختار له فهو غبي أحمق لا يستطيع التمييز بين الغث والسمين.. هذه الطلعة الجديدة القديمة تثبت أن اليسار لا يقوم بمراجعات ولا يريد أن يقوم بها فهو سجين فكر “قوالبي” يتعسف به على كل مجتمع مهما كان… الشعب اختار والوطد يعتبر الشعب غبي غير قادر على الاختيار هو التعالي النخبوي والجلوس فوق الربوة الايديولوجية التي خلناها من التاريخ القديم، فخدمة الشعب واحترام تقاليده ودينه ومؤسساته ومن ينتخب هو الأمر الإيجابي..
حزب الوطد يجلس في أغلبه خلف صخرة اسمها الاتحاد العام التونسي للشغل ومن ورائها يقذف خصومه، لابسا جبة الاتحاد ويرمي الحجارة على المارة ويعود ليختفي مجددا وراء نفس الصخرة يأمر زبانيته ليضعوا الخيام على سكك حديد الفسفاط ويقطعوا الطرق ويشعلوا العجلات ويضربوا عن العمل فيتعطل الاقتصاد وتدهب الاستثمارات ويهرب السياح جريا إلى أقرب مطار وتتعكر الأمور فيخرج الطاهري مستغلا الوضع السيء الذي ساهم بنسبة الثلثين في تعكيره ليصف منافسيه بالفاشلين والأصح “المفشلين”…
أظن أنه في هذا الاطار يتم الآن طبخ طبق مسموم اسمه الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2019 بإشراف اتحاد الشغل ولنقل بصورة أوضح بإشراف اليسار الاستئصالي الفاشل المزور قاطع ارزاق الشعب والمتهكم بتراثه وتاريخه.. “قتل القتيل والمشي في جنازته” طريقة لم تعد تنفع وعلى كل الاحزاب التصدي لسرطان اليسار المستغل لنقابة الفقراء ويمنعهم من الاشراف على أهم موعد تاريخي لتونس بعد الثورة ولا للوصاية على الشعب فإن اختار الوطد فله ذلك وإن اختار غيره فلا احد وصي على اختيارة وكفى استبلاها لخلق الله.