مرة أخرى إلى قوافل العار..

نصر الدين السويلمي
مرة اخرى وليست اخيرة، لان الذين سكنوا الى الذل لا تنفع معهم المرة والمرات، انما وفقط، هي التذكرة، لعلها ترصد حركة او ذبذبة وطنية داخل هذه الجيف، فتلقحها على امل بزوغ دورة جديدة للحياة، او لعلها رحمة الله بكتل الذل، تريد لهم نهاية العائذين وليس نهاية المجرمين، اوليس هو الذي “يحيي العظام وهي رميم”، مرة أخرى يخرج عماد دغيج من المحكمة الى بيته وليس الى اين أراد القرش، هاهو قضاء الثورة ينصف ابن الثورة في وجه خزينة الثورة المضادة ورأس مالها وعقلها المدبر، كما أنصف نفس القضاء نفس الشخص مع رئيس الدولة سليل الحقبة البورقيبة والنوفمبرية، بالأمس خسر أعلى هرم السلطة قضيته أمام الدغيج الاعزل، واليوم خسر اعلى هرم الفساد قضيته أمام نفس الدغيج.
في الاثناء يمنع عادل إمام الذي توسع في التسويق للانقلاب واعتنق السيسي، يمنع من الظهور في رمضان، بل تمنع المخابرات نشر الحوار الذي عرضته عليها جريدة الوطن لتجيزه، بل تم حجب مقال الكاتب حمدي رزق الذي عرف بولائه الشديد للسيسي، بعد ان اخبرته صحيفة اليوم السابع ان توصيات بمنع اخبار عادل امام صدرت إلى ان يأتي ما يخالف ذلك، والأمر لا يتعلق بمداخلات في قنوات مناهضة للانقلاب، كما يدعون، بل يتعلق بخلاف بين عادل إمام وشركة الإنتاج “اعلام المصريين” التي تهيمن على المشهد في مصر، وتعود ملكيتها الى المخابرات المصرية، لم يشفع له الزعيم ولا فنان ولا قيدوم..
في الاثناء وايضا، تم منع شيرين عبد الوهاب من الظهور، وتحركت نقابة المهن الموسيقية، وجمدت جميع نشاطاتها في انتظار إحالتها على التحقيق على خلفية تصريحات يقال مثلها وأكثر منها في تونس مليون مرة في اليوم، تقال بالليل والنهار، سرا وعلانية..جُمدت شرين واضطرت الى البقاء في بيتها وانتظار قرار العسكر، وظلت تحاول عبر وسائل اعلام اخرى مقربة حيث ظهرت على قناة ام بي سي، واعتذرت وطلبت الصفح وخاطبت السيسي ” إنت أبونا كلنا، وأنا زي بنتك”، ثم اضافت والبكاء يخنقها “أنا بنت كل الناس.. أنا كنت فى حفلة فى البحرين، وكان الهواء بيطير الفستان وأنا بهزر والناس بتضحك، وقلتلهم أنا هنا بهزر وأتكلم براحتى، لكن فى مصر اللى بيتكلم بيتحبس، وأنا قصدى إن كلامى كان ممكن يحبسنى، ودا اللى حصل فعلاً، إنى أنا كتير بهزر وكتير بتفهم غلط”، هذا الى جانب الهرسلة التي تلقتها من اعلام السيسي، والمطالبة بسحب جنسيتها، ونشر صورها قبل الشهرة بلا مكياج وقبل تأهيلها مساحيقيا، بل هناك من خرج يتوعد من أطلق عليها عدوة مصر بنشر فيديو فاضح لها مع أحد الملحنين!
ايها الدود المتونس، ايها الكافرون بالكرامة، ايها المعتنقون لهُبل العار، تلك عينة مما يحدث فوق جثة 25 يناير، بينما انتم تغازلون البيان الاول، تطمعون في استنساخ السيسي، تطمعون حتى في ابتسامة من ضبع طبرق، تسهرون عند جلف أبو ظبي يحقنكم بالخيانة ويدس في احشائكم بعض الدولارات المعفرة بالنفط، ثم تعودون للنوم في وطن سبعطاش ديسمبر، بلا خوف ولا ملاحقة، تحفكم السكينة وتغشاكم الطمأنينة، وفي الصباح تتصلون بسكاي نيوز لتلعنوا سبعطاش ديسمبر!! أتفووووووه.. الى ان يأتي ما يخالف ذلك.