محمد ضيف الله
إسماعيل السحباني كان يشارك في الانتخابات، ولم يكن بمفرده، وإنما كانت معه قيادة الاتحاد ويجر وراءه الآلاف، تأييدا للمخلوع باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، ومساندة لترشحه في الانتخابات التي تقدم لها بمفرده،
والصورة أصدق أنباء من الكتب، في انتخابات 1994 ظهرت ساحة محمد علي في جريدة الشعب لسان حال الاتحاد وهي مزدانة بصورة المخلوع التي وضعت بأعلى مقر الاتحاد تعلوها لافتة عملاقة وضعت على عرض مقر الاتحاد كتب عليها “مع بن علي رئيسا لتونس وسندا للشغالين”. وقيادة الاتحاد تتزاحم على الشرفة ولافتات تغطي الساحة ونقابيون كثيرون. الصورة لا تنفي وجود نقابيين أحرار لم يظهروا فيها، وكانوا ضد قيادة الاتحاد وضد المخلوع.
هؤلاء لم يعتذروا عما قاموا به آنذاك من تأييد مفتوح للمخلوع في الوقت الذي لا تتورع فيه ألسنتهم عن ذكر حشاد كما لو أنهم يمثلونه، أو أنهم مبعوثون باسمه، فقط لمجرد وجودهم في قيادة الاتحاد الذي أسسه. إلا أن ما قام به بعضهم في دعم المخلوع يبين أن الاتحاد كمنظمة شيء، وبعض قياداته شيء آخر. وأن التاريخ سيكتب عنهم على هذا الأساس.
الصورة لا تلزم أحرار النقابيين ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.