دفاعا عن العطّارة
الصادق الصغيري
تتعرض مهنة “العطرية” مع انتصاب المساحات الكبرى إلى عملية إبادة ممنهجة أدت إلى غلق الآلاف منها وبالتالي إحالة الآلاف من مختلف الأعمار على البطالة. المساحات الكبرى والمتوسطة والصغرى تجد كل التشجيع وكل التسهيلات وتقوم عملياتها الدعائية على تبخيس هذه الفئة من محترفي هذه التجارة العريقة في تونس، والتي تمتص شريحة واسعة من العاطلين عن العمل بل وتنقذ عائلات باكملها.
العطار يكاد يكون جزء من العائلة، تستنجد به في كل الحالات، العطار يبيع بالطلوق وكل الجيران يحتفظون بكنش الكريدي، العطار كبير الحومة وجزء من تاريخها، المساحات الكبرى تعرف المال ولا تعرف البشر بخلاف العطار، وتقدر بعض الأرقام المنشورة أنه يغلق سنويا بتونس الكبرى ما بين 400 و500 عطار محلاتهم بسبب الصعوبات وندرة الحرفاء والتداين. يمكن إنقاذ هذه المهنة بالتزام اقتناء المشتريات من عند العطار والفلوس تبقى في بلادنا، أما اقتناء المواد من المساحات الكبرى فأغلب الظن أن أموالنا تمشي في جيوب الأكابر وتسافر إلى خارج البلاد. المساحات الكبرى تمتص حسب آخر الدراسات 90 بالمائة من أجور الموظفين، والمال الماشي ما نعرف وين عطار الحومة اولى بيه.