إعلام مثل هذا.. آش نعملوا بيه ؟
نور الدين الغيلوفي
لا يزال الإعلام التونسيّ هو رأس حربة الثورة المضادّة.. وما أفهمه أنّ وراءه دولا إقليمية تستعمله لتشويه كلّ شيء في واحة الربيع العربيّ التي يراها خصومها “جمرة خبيثة” وجب إطفاؤها..
ولا أستبعد أن تكون عصابة الإمارات خلف كثير من الإعلام التونسيّ تدفع له بسخاء وذلك ما يحفّز بعض الإعلاميين ليكونوا أكثر شراسة وأقلّ حياءً في هياج دائم.. يضربون كلّ شيء بكلّ شيء.. حتّى لا ينجوَ من البلاد شيء…
حين يعجز هذا الإعلام الموبوء عن توجيه السياسة بمقتضى ما بات يملكه التونسيون من وعي، في حدّه الأدنى، حينذاك يتّجه إلى استفزاز الناس في كلّ شيء:
1. يستفزّونهم في ثورتهم فيحيّون المخلوع وزوجته في فاتح شهر رمضان.. ويدعون له بما كانوا يفعلون في أيّامه والناس على الموائد يرقبون.. تغيّر في البلاد كلّ شيء بعد ثماني سنوات من الثورة وما زال الإعلام يسكنه الحنين إلى صانعه مانعه من التغيير…
2. يستفزّونهم في عقائدهم ليس بالتحليل والتفكيك والنقد لأجل إصلاح ما أمكن إصلاحه من الأفكار البالية التي تحتاج إعادة نظر ولكن نكاية في المزاج العام بكلّ إسفاف وخسّة وتوحّش.. لسان حال هؤلاء يقول:
أيّها التونسيّ.. نحن مع حرية المعتقد.. نحتفي بها في المحافل الدوليّة.. ولكنّنا لا نملك لها ترجمة تونسية.. فأنت لا حرية لك في ما تعتقد ما دمت ترى من الأمر ما لا نرى.. لك أن تعبد بقرة أو تنقاد لحمار أو تتقافز خلف قرد أو تراقص خفّاشا.. ولك أن تقدّس الشمس والقمر وأن تسجد للنار والبعوض الذي يحوم حولها.. ولك أن تعبد الشيطان حتّى.. سندافع عنك حتّى آخر بحّة في صوتنا.. ولكن احذر أن تخالفنا إلى ما نرى ونريد.. فما أنت عليه من أمر لسنا نوافقك عليه ليس من المعتقدات التي تشملها الحرية التي نقصد…
3. يستفزّونهم في نظرتهم للعدالة والقانون حين يخرج الفاسدون والمرتشون واللصوص من السجون فتنقاد لهم أساطين السياسة وأعلام الثقافة يغرقونهم في تفاهتهم ويوقعونهم في عُقَدهم.. كأنّ البلاد عقيم لا صوت فيها فوق أصوات الغثاء.. تقودها إلى “المعنى” حثالة لا تعرف شيئا ولا تحسن ذوقا ولم تمرّ يوما بمدينة للحياء أو لاذت بجدار للخجل…