يا عماد يا جبان الفساد لا يهان..

نصر الدين السويلمي
مسافة طويلة قطعتها فلول الاتحاد تجاه مستنقعات التردي، توغلوا بعيدا، أبعد من الكارثة بكثير، كانت حناجر أولاد وأحفاد حشاد تصرخ “يا مقيم عام يا جبان الاتحاد لا يهان” ثم جاء الدور على أحفاد الحبيب عاشور “يا بورقيبة يا جبان الاتحاد لا يهان”، ثم خيم الصمت على أبناء وأحفاد عبد السلام جراد، بل صرخت بعض الحناجر يا بلحسن، يا ليلى، يا الزين يا حنان الاتحاد يستحق أن يهان، بل تونس وشعبها وترابها يستحقون الإهانة، أو هكذا قال لسان حال “الجراديون”..
حتى إذا جاءت الثورة قلنا سيسكبون من أعينهم الدم بدل الدموع، سيتقدمون للشعب التونسي بطوفان من الإعتذارات وسيعلنون الندم الذي تغيض من هوله الأرحام، لكنهم وبدل كل ذلك، استدعوا عبد السلام جراد وكرموه! أين كرموه؟ في مقر حشاد!! ثم ماذا؟! ثم في مقر الاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد تربة الثورة ومهبط الروح البوعزيزية!!! ثم ماذا؟! ثم اختاروا يوم سبعطاش ديسمبر لتكريم أحد أهم الأعمدة الساندة للحقبة النوفمبرية!!! كرموه يوم الثورة نكاية في الثورة، وفي مقر حشاد نكاية في حشاد وفي تونس وفي شعب تونس، كرموه وهو من هو، حتى تبقى سنة تتداولها القيادات، توفر لبعضها البعض الحصانة النقابية، وتؤكد للحاضر واللاحق، أنه مهما أجرمت فلا شيء غير الحصانة والتكريم.
حين كانت فرنسا تلوح بالموت لخصومها، قام الاتحاد وقالها: يا فرنسا يا جبانة الاتحد لا يهان، وكذا فعل عاشور وجيل عاشور، وحين فتحت تونس أبوابها للحرية والكرامة، خرج الصامتون في المحنة للعبث بالمنحة، خرجوا الى البطحاء ورفعوا حناجرهم التي أبكمها الخوف طوال 23 سنة، رفعوها ليس ضد الثورة المضادة، ليس ضد الفساد، بل ضد عماد الدايمي الذي سولت له نفسه ولاحق الفساد إلى حيث فنادقه النقابية، تعالت الأصوات في ساحة محمد علي “يا عماد يا جبان الاتحاد لا يهان”، هكذا سمعتها العامة التي لا علم لها بتأويل الأحاديث، أما نحن فسمعناها “يا عماد يا جبان الفساد لا يهان” هناك من سمعها “يا عماد يا مقبور علاش تعري في المستور” بعضهم سمعها “الفساد الفساد حتى يسقط العماد” ولعل منهم من سمعها “يا عماد يا مدوعي علاش تكشف في المزوغي” ولبرما فهمتها بعض الاذهان اللاقطة “يا وجيه ارتاح ارتاح ولد الدايمي هو السفاح”.
في أعراف الميليشيات النقابية، يمكن أن تمارس كل أنواع الفساد، يمكن أن تسخر منبر حشاد لصالح جزار تونس طوال 23 سنة، يمكن أن تدعم سفاح مصر، يمكن أيضا أن يدخل بك سفاح الشام، يمكن أن تقطع آلاف الكيلومترات من أجل التقاط صورة مع صورة لسفاح البراميل المتفجرة، يمكن أن تصنع ميليشيا مسلحة في تونس وترسلها إلى القتال جنبا إلى جنب مع الحشد الشعبي وميليشيات بدر… يمكن أن تفعل كل ذلك وأكثر من ذلك، فقط إذا أوقفك رجال الأمن استظهر لهم ببطاقة نقابي.. وامضي في حال سبيلك لاقتراف جريمة أخرى.. وإذا نهاك أحد النواب عن مزاولة الفساد وإدمانه، قل له “يا عماد يا جبان الاتحاد لا يهان”.

Exit mobile version