بدؤوا بكذبة وانتهوا إلى متاهة…

صالح التيزاوي
حزب الكفاءات النّادرة والمئة وعشرين خبيرا الذين أعدّوا للشّعب التّونسي برنامجا اقتصاديّا “يدوّخ” تحت راية من قيل عنه “مبعوث العناية الإلهيّة”.. حقيقة دوّخنا برنامجهم إلى حدّ التّرويع وأفحش في غلاء المعيشة إلى حد التّجويع وأغرق البلاد والعباد في فيض شقاقاته وانشقاقاته وتصدّعاته..
آخر ما بقى من شقوقه ذهب إلى مؤتمر لململة الشّمل بما يظهره بمظهر الأحزاب الدّيمقراطيّة، لعلّ ذلك يسعفه بمغالطة جديدة تؤهّله لدخول غمار انتخابات جديدة، فإذا بشقّه المتبقّي ينشقّ إلى شقّين: شقّ يجمّد شقّا… وشقّ يرفت شقّا من حزب لم يعد موجودا أصلا… كذبة كبيرة ومغالاطات أكبر تكفّل الإعلام النّوفمبري بالتّرويج لها. كان مبتدؤها بكاء على هيبة الدّولة والواقع المرّ الذي أنتجه حكم التّرويكا ودمعتان على امرأة مضى عليها ثلاثة أشهر لم تذق اللّحم.. زايد عليهم الرّفيق الجبهاوي.. بل “السلطة المشويّة” أصبحت مشتهاة ولم نعد نستطيع إليها سبيلا… ها نحن نودّع عاما آخر من خمس عجاف، ولم يعد الشّعب يكترث لفقدان أساسيات الحياة ولا لغلاء الأسعار، شغله عن ذلك تشييع موتاه من رضّع وأدهم الإهمال ونسوة كادحات، لم يطلبن المساواة في الميراث، فهنّ في شغل عن ترف المترفات بتأمين لقمة العيش لأكوام من اللّّّحم غير أنّ شاحنة الموت كان لها رأي آخر مع ساكنة الدّواخل، تلك التي أهملتها الدّولة لستّين عاما خلت ولم تنصفها الثّورة…

Exit mobile version