تدوينات تونسية

"تونس" و"المراة": مجرّد قَلَم

أحمد الغيلوفي
انظروا إلى المسافة بين السبالة ومستشفى سهلول فهي تَقول كل شيئ: مرأة بوزيدية مفشًخة يلزمها تقطع 165 كلم حتى تجد مستشفى.
الثروة والتنمية والخدمات والبنية التحتية وبالطبع السلطة تحتكرها مناطق معينة. للمحافظة على هذا الوضع يقع استعمال كل شيئ: من “الرّيق” حتى الكرطوش. تونس والمرأة هي أحد أدوات الريق لفئة مُهيمنة: مجرد قلم.

  • استعملها بورقيبة وبن علي حتى يتحصلا على شهادة ” الحداثية”.
  • استعملتها المنظومة بعد 14 للمزايدة ضد حركه “معادية” للمرأة.
  • تستعملها النساء الديمقراطيات لتنعمن بالمنح من فرنسا والسفر مقابل الكلام باسم المرأة.
  • تستعملها سهام بلخوجة لكي يدعمها المعهد الفرنسي وترقص في شارع بورقيبة.

وبين هذا وذاك تعمل نساء الدواخل في النزل بالمناطق الساحليه مقابل 200 دينار في الشهر وخادمات منزليات عند النساء الديمقراطيات بـ 100 د. انها ماعون خدمة واصل تجاري لاستدامة الهيمنة والمحافظة على المصالح. يوم تقول لهم: هيا نعملوا تنمية عادلة بين الجهات حتى تعيش الحفيانة كريمة؟ سيقولون لك ديويو… انت جهوي وتقسم في البلاد. وناقم وحاقد وحاسد وباغظ..
عوض البكاء لا بد من فرض العدالة الاجتماعية احب من احب وكره من كره.
الإحاطة النفسية
سمعت انهم بعثوا “اخصائيات” نفسيات لمن بقين احياء من نساء السبالة: فتاة مخملية درست الابتدائي في بوعبدلي والثانوي في المدرسة الفرنسية بالمرسى ثم انتقلت إلى فرنسا (هذه الفئة لا تستطيع الحديث بالعربية) ستقوم باحاطة نفسية لامراة تفطر بكسرة يابسة وقرن فلفل وتعمل كاس تاي احمر في كاس طرابلسي.. ستحدثها عن عقدة الكترا والمرحلة الاوديبية وتطلب منها ان تعمل “défoulement” وتمارس الـ “sport”… ثم تسألها “عندكم club de yoga” في سيدي بوزيد؟
هؤلاء لا ينتمون للشعب التونسي تذكرون الفكرة الجبارة لوزيرة السياحة: تمزيق العلم التونسي الي قطع واعطاء كل زوالي قطعة يتغطى بيها..
كان المستعمر الفرنسي اكثر دراية منهم بالشعب التونسي لان المقيم العام كان محاطا بعلماء انثروبولوجيا وتاريخ وعلماء اجتماع وكان اغلبهم يتقن العربية اتقانا جيدا.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock