في مديح التفاؤل على أبواب انتخابات تونسية "يتحزّم" لها الجميع

عبد الرزاق الحاج مسعود
لا خيار أمامي شخصيا سوى التفاؤل
أنا على ثقة كاملة أن”نا” سننتصر
رغم غموض هذه الـ”أنا” الكبيرة السمينة التي تتلبّس كلامي الآن.. سننتصر
رغم سوء الحظ الذي ينغّص علينا فرحتنا بعظمتنا: شعوبا وحكومات وحضارة وتاريخا ودينا.. سننتصر
لن نعبأ بالناعقين الذين يثبطون عزائمنا بدعاوى عقلانية زائفة تدّعي أن الامبريالية ذكية، وأن الاستعمار الحديث طوّر أساليب هيمنته على الشعوب ونجح في إدماج اقتصاداتنا الهامشية الريعية الهشة في بنية الاقتصاد المعولم: مواردَ وإنتاجا وتوزيعا واستهلاكا وإعادة تدوير، ونجح في إخضاع بنى التفكير والوعي داخل دورة مراقبة وتوجيه وتحكّم رقمي فضائي يتحكّم بها في نوع المعلومات (صحيحة أو خاطئة أو ملتبسة قصدا لتزييف الوعي)، وفي توقيتها (استباق بعض الأحداث وتوفير مناخ صناعة حقائق تفرض على الوعي فرضا)، ونجح في إحياء وتغذية وتوظيف بنية التفكير الخرافي المذهبي الطائفي السلفي السحري الذي أوشك أن ينتهي بفضل حركة التنوير العربي خلال القرن العشرين، لينتهي إلى تدمير كل مكتسبات الجهد التنظيري لمفكري التقدّم العربي والجهد الأكاديمي البسيط لكن العميق الذي أنجزته جامعات العرب المبتدئة، تدميرا شبه نهائي،
تقف على أنقاضه جحافل التعصّب والجريمة باسم التديّن السلفي،
ونجح في اختراق جيوشنا التي يسلّحها هو بتقنيته التي لا يبوح بأسرارها، وبتدريبه/تجهيله لكوادر هذه الجيوش الذين يشرف على مسارهم المهني ويغدق عليهم النياشين لتغذية أوهامهم السلطوية… ثمّ يحرّكهم وقت يشاء…
لينعق هؤلاء كما شاؤوا… فسننتصر
لن يضيرنا أن يفتروا على نخبنا الوطنية الجديدة التي جاءت بها حركة الشعوب الهادرة المسلحة بالوعي والإرادة ويشوّهوها ويتّهموها بالقصور السياسي والنظري والاستراتيجي.. وبالعمالة أحيانا. صحيح أن هذه النخب السياسية الجديدة انخرطت في حروب شرسة فيما بينها، وربما اضطرتها تلك الحروب الضرورية إلى التقاطع مع الاستعمار “تكتيكيا” فقط، وأنها لضرورات مناورة عقدت اتفاقيات علنية وسرية أحيانا مع شركات أمن/جريمة أجنبية لمحاربة خصومها، أما الاتفاقيات مع البنوك والمؤسسات المانحة للقروض فذلك من صميم واجبها الوطني لتأمين اشتغال “دواليب” الدولة…
ليفتروا على نخبنا الفتيّة كيفما شاؤوا…
فحتما سننتصر
أنا مع التفاؤل
.
.
حتى آخر رمق.