نور الدين الغيلوفي
هؤلاء أفسدوا الدين والدنيا ولوّثوا تصوّرات الناس عن الآخرة..
خلطوا الدين بالجريمة.. والجريمة لديهم أنواع: جريمة المظهر وجريمة المخبَر… ظهروا بما يقبض النفوس ويربك الذائقة وأخبروا عن رداءة ودناءة وجهل وفساد خُلُق…
لا أتصوّر أنّ الإله الذي يعبده هؤلاء هو ذاته الله الذي يؤمن به جمهور الموحّدين ممّن تربّوا على أسماء من قبيل الرحمان الرحيم.. والذي توسّلوا إلى ملاقاته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. هؤلاء كان معروفهم منكَرا ومنكرُهم معروفا…
لبسوا قميص أبي جهل وأطالوا لحاهم كما كان يفعل أبو لهب.. وخرجوا للهرولة في الطرقات ينشرون القبح حيثما حلّوا.. فكان دينهم التفاتا إلى وراء كريه مخيف…
ولمّا كان العجل معبودهم فقد أخرجوا إليه نساءَهم عوراتِهم يرقصن له داخل خيام جعلوها لهنّ لإخفاء أجسادهنّ وعرض أفعالهنّ.. فإذا رأيتهنّ فهمت معنى أن تشيع الفاخشة.. من مظاهرهنّ المقرفة تشيع الفاحشة.. وهل أفحش من موالاة مجرم انقلابيّ حطّم أحلام الشعب المصريّ وأفسد أمله في ثورته ونكص به إلى الخلف حتّى بات زمن حسني مبارك جنّة مفقودة بدا كأنّ المصريين يدفعون ثمن كفرهم بها؟
إنّه ليس أفسد من دين سيّج نفسه بالجهل وأحاط منتسبيه بالقبح وسار في ركاب الظلم وخرج أدعياؤه في حلّة زعموا أنّها من حُلّة الأسلاف…