عربان ضدّ الربيع
نور الدين الغيلوفي
نجح عربان الخليج، الخَدَمَ الرسميّين لدولة الكيان الصهيونيّ نجحوا، بفعل أموالهم الطائلة التي أنفقوها وبفعل التابعين الذين اشتروهم، في تعطيل موجة الربيع العربي الأولى حين تسلّلوا إلى المشهد بأكياسهم المشبوهة فعملوا على تلويثه بأن زرعوا الفتنة بين أبناء الوطن الواحد في كل دولة من دول الربيع العربي حتّى ذهبت الريح وفسد حصاد الثورات…
هؤلاء الرعاع العالة المتطاولون في البنيان لم ينفقوا أموال النفط في مصلحة عربية واحدة ولا استثمروا جهدا في أمر نافع أو دافع قدرما أنفقوا على القوى المكلَّفة بإفشال ثورات الربيع العربي ضدّ أنظمة الفساد والاستبداد.. لأنهم ببساطة أعداء الشعوب وأعداء الذكاء…
غير أنّهم، لجهلهم وصلفهم، غفلوا عن حقيقة الشعوب “المريدة”.. فاندلعت الثورات من جديد في غير ناحية من بلاد العرب وقد رفعت الشعوب، هذه المرّة، من أجهزة مناعتها ضدّ تلك الجراثيم المتسلّلة من أموال النفط الفاسد، فرفع الجزائريون الأبطال في حراكهم شعارهم الشهير واستعاذوا فيه من الشياطين الثلاثة:
الشيطان الأكبر فرنسا..
والشيطان الأخبث الإمارات..
والشيطان الأبله السعودية..
لذلك يكتفي هؤلاء العربان بالتسلل في الظلمات عسى أن يجدوا بين العساكر الوالغين في الفساد ما يسدّد رميَ إجرامهم…
أمّا في السودان فقد تحرّكوا جهرة بأن أعلنوا دعم المجلس العسكريّ الانتقالي يستدرجونه إلى سلوك الانقلاب حتى يتمكنوا من إحراق السودانيين في الميادين ليستمتعوا برائحة الشواء كما فعلوا بالمصريين لمّا استعملوا آلتهم الجهنميّة: المجرم عبد الفتّاح السيسي.. ولكنّ السودانيين أذكى من أن تنطليَ عليهم حيل هؤلاء الحمقى وأكبر من أن يُسيل “رزّهم” لهم لعابًا…
أمّا في ليبيا فقد قذفوا بصنيعتهم الجنرال الانقلابي خليفة حفتر ليغزوَ طرابلس الغرب ويقضيَ على الثورة الليبية.. فلم ينجح دعمهم في تحقيق أهدافهم بل أعادوا توحيد فصائل الثورة الليبية لتشهد البلاد بفعلهم المقلوب موجتها الثورية الثانية التي ستكنسهم وتلاحق فلولهم.. وستنجي ليبيا من شرّهم.. وتنقذ تونس من مؤامراتهم…
احذروهم فـ”رزّهم” مسموم لا يأكله شعب إلّا كان مصيره الذبح…
مشترَك محفوظات اللغة العربية : تجوع الحرّة.. ولا تأكل…
الموجة القادمة ستكون في ديار هؤلاء العربان.. ستندلع الشعوب هناك في جزيرة العرب لتطهّر أرض العرب من أقفية مهترئة تتداولها التخمة والغباء.. وتحرر اللغة العربية من لكنات لأقفية عطّبها القعود…