عايدة بن كريّم
منذ يومين سمعت خبر غريب شوية أما صحيح:
المطبعة الرسمية قدمت طلب عروض لتزويدها بالورق للإنتخابات…
الأمر الطبيعي انه في سياقات تراجع مخزون العملة وانهيار الدينار وارتفاع البطالة وتدهور القدرة الشرائية متاع الزوالي… ووجود مخزون من الحلفاء في جهة القصرين انّ المزوّد يكون تونسي خاصة أنّ عندنا شركة قديمة وعريقة وهي شركة الورق بالقصرين. يعني فرصة للجهة لتحقيق ولو جزء بسيط من التنمية المحلية. (يدور الدولاب).
لا موش هكّة… الشركة اعتذرت عن المشاركة وهي لن تكون المزوّد للمطبعة الرسمية وإنما سيقع استيراد الورق من إسبانيا !!! الشركة غير جاهزة.
شكون يتحمّل المسؤولية؟
اللوبيات إلّي دمّروا المعمل؟ الحكومة الراقدة على وذنيها؟ إدارة الشركة؟ المواطنين؟
سكّان المناطق الداخلية يفضّلوا أنهم يبيعوا أرضهم ويهبطوا لتونس…
يأخذ تركينة بجنب دار ولد عمّه في إحدى الأحياء الطرفية (حي النور وحي هلال والملاّسين والتضامن وسيدي حسين والزهروني والكبارية…) يبني بيت ومن بعد يتمدّ شوية في الغابة ويزيد كوجينة وبيت راحة ويجيب المرا والصغيرات…
يعمل “installation” متاع طابونة بجنب البارابول فوق السطح ويأخذ خيط ضوء من عند ولد عمّه ويعدّي جعبة ماء من الحيط باش يشرب هو والدجيجات.
ويبقى معلّق بين سماء وأرض… لا هو من الحضر ولا هو من الريف.
عايش في المدينة لكن هو ما شاف من المدينة كان التلوث والناموس ورائخة السبخة.
المرا تخرج تلوّج على رزقها في الديار وإلاّ تعمل نصبة في السوق الأسبوعية تبيع الطابونة والحمص المنفّخ والشربة فريك…
الوليدات يتماصاو في التبربيش ويدخلوا دومان “الزبلة” والخبز البايت والدبابس الفارغة …في انتظار أنهم يعملوا كردونة ويحوّلهم أحد الحيتان إلى باعة في شارل ديغول أو في باب البحر… ولمّا تطور مهاراتهم يخدّمهم في التهريب وفي أمور أخرى.
البنيات يسرحوا في برشلونة وفي ساحة المنجي بالي وفي الخربة متاع باب الجديد… وكان وحدة يبدا في وجهها شوية ضوء ينتدبوها ويعملوا لها أوراق وتولي تخدم بين النصر والمنار… ويمكن حتى يسفّروها لدبي. وتتلنصى.
سي السيد يستنى الجماعة يروّحوا يأخذ “الغلّة” ويتوكّل إلى أحد باعة الخمر خلسة (وما أكثرهم) ويعدّيها سهرية في الغابة حتى مطلع الفجر… والحبل على الجرارة.
تحبوه يخدم في معمل الحلفاء؟ وإلاّ تحبوه يخدم بالجرناطة من الصباح للعشية؟
•••
هو فقط هرب من مراقبة المُجتمع… وهرب من تحمّل المسؤولية هو هرب من التعب والشقاء واحتمى بجهنّم الحمراء.
•••
وراسكم… موش “حڨرة” ولا جهويات ولكن شيء يوجع القلب.
ظاهرة الأحياء الطرفية إلّي ماشية وتتمدّد يلزمها مُعالجة سريعة.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.