ولدك مش متاع نزاهة يا مدام
كمال الشارني
هل رأيتم كل ذلك الإخراج السينمائي الذي أحاط بمدرسة الرقاب ؟ إرسال فرق المغاوير لإخراج تلفزي تحت الموسيقى الحماسية وفرق مقاومة الإرهاب واستنفار أمني وتهم إرهاب وتسفير وجنس وفاحشة على أطفال ؟
النهاية خطية بـ 60 دينار من أجل إعداد مبيت دون ترخيص والتخفيض في عقوبة الجريمة الوحيدة المتوفرة وهي الزواج على غير الصيغ القانونية إلى 5 أشهر سجنا، (تشمل نصف أدعياء الحداثة في تونس) أيه والباقي؟ وما تورط في ترويجه “شباب العلا” من قادة الرأي والمثقفين وأصحاب البرامج الممولة من تهم خطيرة وبنوا عليه نظريات كاملة حول المؤامرة على أطفال تونس؟
هل فيكم واحد “راجل” يستطيع أن يتهم القضاة بالتواطئ مع الإرهابيين؟ باهي: حتى اعتذار بسيط عن نشر وتداول أخبار زائفة؟ لا؟ أعرف، “ولدك مش متاع نزاهة يا مدام”.
ولدك مش متاع نزاهة يا مدام، ومش متاع صحافة أصلا، هذا عادي ومتوقع فهو رفع شعار: “أش نعملوا بيها الكتب” وتورط في تزوير مقاطع فيديو ضد خصومه وأشياء أخرى أكثر بذاءة، إنما الرسالة مخصصة أساسا للزملاء الصحفيين، نمل المهنة الذين استبسلوا في إيهامنا بأنهم كانوا في أثر قضية إنسانية نبيلة وخطيرة: في الصحافة، لا تصدق رئيسك في العمل، لا تصدق أجر “يعطك الصحة”، لا تحترق لتضيء قناتك الوحشية لا تصدق مقولاتهم فأنت لست سوى “بولونة” صغيرة في آلة جهنمية سيتم التخلص منك ببولونة أخرى أقل كلفة، لا تحن إلى موعد الشهرية البائسة، أنت صحفي، لا تثق بغير مهنتك، لا تصدق ذكرياتك، ابحث عن المعنى، ولا تبك عندما يطردونك،