لمن سوف لن أصوّت ؟
عبد اللطيف علوي
الدّاعون إلى المقاطعة يطرحون سؤال الحيرة: لمن سنصوّت؟
ثمّ حين يعجزون عن الإجابة السريعة، يقولون بمنتهى الاطمئنان: لا أثق في أحد، إذن لن أصوّت لأحد…
أنا أيضا طرحت على نفسي سؤال الحيرة، ولكن بطريقة معكوسة…
لمن سوف لن أصوّت؟
لأنّ التّصويت أمر مقدّس، هو حقّ لا يمكن التنازل عنه وليس محلّ مراجعة، بالنّسبة لي السؤال المركزيّ هو : لمن سوف لن أصوّت؟
وبدأت أتلمّس الإجابة بيني وبين نفسي…
1. لن أصوّت لورثة الاستبداد، أحزابا كانوا أو أشخاصا، ولكلّ من كان له دور في خنق الحريات وإضفاء الشرعية المكذوبة على سلطة غاصبة غير شرعية، وهذا يعني عمليّا أنني لن أصوت لنداء تونس، ولكلّ الأحزاب التي فرّخت من محضنة التّجمّع بعد حلّه، ولأحزاب الدّيكور وشهود الزّور في عهد بن علي: جماعة المنذر ثابت مثالا…
2. لن أصوّت لكلّ من تحالف مع قوى النظام القديم لإسقاط خيار الشعب في انتخابات 23 أكتوبر 2011، ولكل من مدّ طوق النجاة لنداء تونس أيام كانت قوى الثورة تحاصره، فأخرجه من عزلته وأدخله إلى الحياة السياسية كلاعب رئيسيّ يحكم بأحكامه ويملي شروطه… جماعة الروز بالفاكية وحجيج خصّة باردو، وهذا يعني عمليّا لن أصوّت لكلّ الأحزاب التي تورطت في ذلك حتى ولو كان لها تاريخها النضالي قبل الثورة، مثل الجمهوري أو حزب العمال أو الوطد أو المسار…
3. لن أصوّت لكلّ من بارك انقلابات الدّم، في مصر وفي ليبيا وتركيا وكلّ من ساند سفاح القرن، (نعم هو سفّاح القرن، وهو يتفوق في ذلك على هتلر، هتلر أباد نصف العالم من أجل شعبه، وبشار أباد شعبه من أجل الكرسيّ… ليس له مثقال ذرة من شرف هتلر العسكري والقوميّ ) وهذا يعني عمليّا الأحزاب القومجية المعروفة التي اتخذت مثل هذا الموقف، وكذلك الأشخاص…
4. لن أصوّت لمن سعى إلى تركيع الثورة عن طريق تجويعها، وتعطيل المرافق العامة وضرب أقوات الناس والمتاجرة بصحتهم وأمنهم وتعليمهم وبيئتهم من أجل فرض أجندات سياسية، وهذا يعني عمليا كلّ القوى التي استعملت العمل النقابي للابتزاز والمساومة والضغط السياسي…
5. لن أصوت لأحزاب المقاولات والمناولات المشبوهة، أحزاب المال الفاسد وماما العكري وبلاّعات البيترول ، وهذا يعني أنني لن أصوت لحزب الرياحي وأنفاق ياسين إبراهيم ومفتاح مرزوق وكابينة المهدي جمعة …
لمن سأصوّت إذن؟؟:
كلّ واحد منكم أن يستطيع أن يصوغ إجابته على هذا السؤال .
ولنا عودة.
#عبداللطيفعلوي