عبد اللطيف علوي
الثورات تهدم أنظمة ديكتاتوريّة، لكنّها يمكن أن ينتج عنها ديكتاتوريّات أعتى وأقسى ممّا سبقها.
ثلاث ديكتاتوريّات ملكيّة عقبت الثّورة الفرنسيّة، ولم تصل فرنسا إلى تحقيق الدّيموقراطيّة إلاّ بعد مسار طويل وتسويات اجتماعيّة حافظت على جزء من المصالح القديمة لأصحابها، وضمنت لهم إمكانيّة العيش في النّظام الجديد.
إذا لم تستطع القوى الثّوريّة أن تجد حالة من التّعاقد مع الطّبقة المتمعّشة من النّظام القديم، وإذا سارت في طريق اجتثاثها، فإنّ النتيجة الحتميّة ستكون حربا أهليّة، تنتج عنها ديكتاتوريّات أخرى لزمن طويل.
الدّيموقراطيّة لا تنشأ إلاّ عن مسار إصلاحيّ طويل، وعبر توطين المنظومة القديمة بالتّدريج في منطقة الثّورة، بحيث تقبل بقوانينها وتمتثل لها ويصبح لها هي أيضا (أقصد المنظومة القديمة) مصلحة في استمرار الثّورة والتّحوّل الدّيموقراطيّ.
هذا فقط ما جعل الثورة التونسيّة تصمد إلى حدّ الآن، وسوف تنجح بإذن الله.
#عبداللطيفعلوي