بشاعة

محمد بن نصر
كنت أشاهد شريطا تلفزيا في حلقات حول أحمد بن حنبل، توقفت أمام مشهد المعتصم وهو محاط برجال المعتزلة، المدافعين عن حرية الرأي وعن سلطان العقل يحثٌونه على قتل أحمد بن حنبل.
مباشرة بعد ذلك المشهد وجدت نفسي أمام مشهد المتظاهرين من أهلنا في السودان واصرار البشير على قمعهم وتقتيلهم، تخليته محاطا بجمع من رجال الفكر وهذه المرة من نسائه أيضا، أعرف بعضهم ولعل من بينهم أصدقاء يحثّونه على العناد والقمع تشبّثا بسلطة أبلاها بطول مكوث وفساد أهلك به العباد والبلاد.
تساءلت كيف للعقل الذي جعلناه يحسّن ويقبّح أن يُحسّن الفعل المشين؟ كيف لهؤلاء أن يرتاح لهم ضمير وأن يهنأ لهم بال؟ الحاكم الظالم شر ولكن الأشر منه من يزيّن له سوء أعماله.

Exit mobile version