في ثورة الجزائر
نور الدين الغيلوفي
كثير من الأصدقاء عيونُهم على ثورة الجزائر وقلوبُهم.. ولكنهم لم يخرجوا من مربّع الريبة ودائرة الخوف.. كأنّ قدَرَنا، نحن العربَ، لا يكون إلّا تحت محتلّ أجنبيّ أو في حجر دكتاتور لا وطنيّ أو أسرى عسكريّ مختلّ.. ليس لدينا أدنى خيال سياسي نرسله ولا لون غير السواد نعرفه ولا فعل غير التشاؤم نجترّه…
الشعب الجزائري أنجز ثورته وهو في طريقه إلى استكمالها خارج الكاتالوغات جميعها.. هو نسيجُ وحدِه…
الشعوب العربية التي أنجزت ثوراتها أسلمتها للنخب السياسية فضيّعتها أو تدخّل فيها الأجانب فخرّبوها أو تربّصت بها الصهيونية في نسختيها العبرية والإماراتية العربية فدمّرتها…
الجزائريون لا يحتاجون وصاية من أحد.. يعلمون أنّهم اختاروا المسير فوق حقل ألغام وهم مرابطون على سيرهم.. جرّبوا العصابات وخبروا العسكر ويدركون حقيقة مناورات الجنرالات.. ولا شكّ أنّهم استفادوا من تجارب سابقة ولا أظّنهم يسلمون أمرهم للصوص.. وكون ثوراهم بلا قيادة معلومة فلعلّ ذلك سرّ قوّتهم وسبيل نجاحهم…
لقد رفعوا السقف عاليا وآمنوا بقدرتهم ونحن جميعنا تعوّدنا الأسقف المنخفضة.. لذلك لا نستطيع نظرًا يوافق أفقَهم.