محمد بن رجب
فقدت غرة أفريل روحها الجميلة أو المالحة
لم يعد أي شخص في تونس قادرا على أن يطلق علينا كذبة أفريل لأنهم وهم يعرفون أنفسهم حولوا حياتنا كلها اليوم إلى كذب وبهتان… إنهم السياسيون ولا سياسة لهم… والإعلاميون الذين ديدنهم النفاق تعلموه في مدرسة عبد الوهاب عبد الله وتلاميذه وحرسه الذين يشتغلون في وسائل الإعلام وهو لا يعرف عنهم شيئا إنما يؤمنون بما كان يفعل ويعرفون أن طريقته مثالية في تحقيق الأهداف التي ليست إلا نوعا من الفساد أو الطموح المرضي للوصول إلى أعلى المراتب بالكذب والتحيل والطحين الفاخر والترهات النتنة والأباطيل المدمرة… وأضف إليهم المحللين من ذوي المعلوات المفبركة… والخبراء الذين لم يعرف أحد أين تعلموا الخبرة وفي أي معهد…
هؤلاء الذين تصدروا حياتنا بوجوههم الوسخة وأفواههم النتنة وأسنانهم النخرة. سرقوا فرحة الشعب بالثورة.. وشرعوا للباطل.. وبثوا الفتنة.. ونشروا الحقد.. وغرسوا الفساد.. وقلبوا القيم.. وروجوا الإحساس بالخوف من الحاضر والرعب من المستقبل.. وهدموا العلاقات الطيبة بين المواطنين.. وأفقدوهم الثقة في ما قام به الشباب من يوم 17 ديسمبر 2010 إلى أن هرب رئيس البلاد وزعيم المافيا بعد أن كاد يدمر الوطن ويثير فيه حربا أهلية لا تبقي ولا تذر… وهم الذين حرموا المواطنين من الإبتسامة الصادقة… ووصفوا الإنتفاضة على الظلم بثورة البرويطة.. وجعلوا الشهداء غوغائيين.. وجرجى الثورة طماعين.. وذلك حتى يفقدوا الناس ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين.. وخططوا بقوة المال الفاسد لإعادة من أهلك الحرث والزرع إلى الصدارة… وأعادوا التصفيق للفاسدين الذين حكموا ستين سنة فعادوا فعلا.. وفرشوا لثقافة المصالحة بلا محاسبة.. وعلموا المفسدين كيف يجعلون «الإفلات من العقاب» قانونا.. وعملوا على التأكيد أن الدعوة إلى محاسبة الناهبين والمتجاوزين للسلطة حقدا على الناجحين…
كذبة أفريل متواصلة فينا في كل أيامنا.. وعلينا أن نعمل على القطع معها.. والوعي بخطورة هؤلاء المتصدرين كالدمى المتحركة.. ونحن أصبحنا نعرف من يحركهم… وقد باتوا يصفونهم علنا بالكلاب.. لذا يومهم قادم.. لكن لا بد من التحرك بوعي ضدهم لإسكاتهم.. وإعادة البسمة إلى الوجوه… والفرحة إلى القلوب…